انتقد عدد من الشخصيات العامة والسياسية موقف الحكومتين الألمانية والمصرية وشيخ الأزهر، من قضية مقتل الطبيبة المصرية مروة الشربينى، والمعروفة باسم «شهيدة الحجاب»، مطالباً خلال ندوة تأبين مروة الشربينى التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء أمس الأول - بضرورة معاقبة الجانى ب«الحبس مدى الحياة». فى بداية الندوة قال على الشربينى، والد الشهيدة مروة «أنا مش عايز حد يقولى البقية فى حياتك، أنا عايز الشعب المصرى يستفيد مما حدث لمروة»، خاصة أننى لم أتخيل أن تشارك تلك الأعداد الغفيرة فى جنازتها»، مشيرا إلى أن الإعلام المصرى منح القضية حقها بالكامل. وطالب الشربينى وسائل الإعلام ب«ألا تهدأ» فى تناول هذه القضية حتى «لا يذهب دم ابنته هدراً»، متسائلا عن الدور الذى تلعبه منظمة المؤتمر الإسلامى والجامعة العربية فى هذه القضية. ودعا والد الشهيدة مروة إلى ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الجهات المختصة، نافيًا أن يكون الهدف من ملاحقة الجانى قضائيا هو الرغبة فى الحصول على تعويض مادى. وقال: «السبب الرئيسى هو رغبتى فى القصاص من القاتل»، مشيراً إلى أن محافظ الإسكندرية قام بزيارته أكثر من مرة فى المنزل وعرض عليه أموالاً إلا أنه رفض ذلك. وهاجم الدكتور محمد عبدالجواد، وكيل نقابة الصيادلة، الإعلام الألمانى، متهماً إياه ب«تزييف الحقائق» فى قضية مروة الشربينى. وخلال الندوة أشاد عدد من الحضور بموقف مروة الشربينى، وإصرارها قبل الحادث الأليم على التقدم بشكوى ضد الجانى لهجومه عليها، وعدم خوفها من كونها ليست مواطنة ألمانية، مطالبين كل الشعب المصرى بالتخلى عن السلبية، والدفاع عن حقوقه. وقال صلاح عبدالحليم، خال مروة، «استشهاد مروة الشربينى كان قيمة عظيمة للشعب المصرى، حيث جعلنا نشعر بقيمة المصريين الذين يقتلون فى الخارج»، متسائلاً «كم من الأشخاص ماتوا فى الخارج من أجل الإسلام، ولم نسمع عنهم، ولكن موت مروة جعلنا نشعر بأهمية أبنائنا». واستنكر عبدالحليم ما وصفه ب«التعتيم الإعلامى» على الضابط الذى أطلق الرصاص على زوج مروة، مشيرا إلى أن مروة لم تمت بمفردها، وإنما كان فى أحشائها جنين عمره 3 شهور. من جانبه قال طارق الشربينى، شقيق الشهيدة، هناك غموض كبير يشوب الواقعة، مشيرا إلى أن الضباط خالف القوانين الدولية بإطلاق الرصاص على زوج مروة. وقال صلاح عبدالمقصود، وكيل نقابة الصحفيين، ما تلقته الشهيدة مروة الشربينى من طعنات لم ينفذ إلى جسدها فقط وإنما نفذ إلى جسد كل مصرى وعربى ومسلم، بدليل أن العالم العربى كله شهد تعاطفاً كبيراً لما تعرضت له. وانتقد عبدالمقصود موقف الحكومة المصرية فى التعامل مع الحادث، مشيرا إلى أن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد استدعى السفير الألمانى فى طهران لإبلاغه احتجاج الحكومة الإيرانية على الحادث ومتابعة سير أحداث القضية بينما منعت الحكومة المصرية المتظاهرين من تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الألمانية بالقاهرة. وأوضح محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، أنه كان يتوقع أن يقوم رئيس الجمهورية باتخاذ موقف حاسم تجاه ما حدث أو أن يقدم واجب العزاء إلى أسرة الشهيدة ولكن هذا لم يحدث، موضحا أن موقف البابا شنودة الذى أرسل مندوبين عنه لتقديم العزاء كان أكثر تقديرا من موقف شيخ الأزهر الذى لم يفعل شيئا «حسب قوله». وعقب الندوة تظاهر نحو 300 شخص ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية والفكرية، أمام نقابة الصحفيين، للتنديد بحادث قتل مروة الشربينى، ورفعوا لافتات تطالب الحكومة المصرية بالتدخل بشكل يحفظ كرامة المواطن المصرى فى الخارج . كما طالبوا الحكومة الألمانية بضرورة ملاحقة الجناة، والقصاص لمروة بصورة تتناسب مع حرية الاعتقاد التى يدعيها الغرب الأوروبى. وأكد الدكتور مصطفى عكر، أحد أعضاء الحملة الشعبية للقصاص لدم مروة الشربينى، أنه سيتقدم بطلب إلى الأزهر الشريف، ومنظمة المؤتمر الإسلامى يطالبهما فيه بضرورة اعتبار يوم الأول من يوليو يوماً عالمياً للحجاب، كنوع من التكريم لروح مروة الشربينى.
