من مجرد هواية إلى مهنة وأكل عيش حول محسن محمد فتحى علاقته بتربية الديوك، ففى الوقت الذى انشغل فيه أصدقاؤه أبناء السبع سنوات بلعب البلى والكرة، كان هو يمارس هوايته الغريبة عليهم وقتها، ويجمع الديوك لتربيتها.. ليست الديوك المنزلية، بل الديوك الهندية الشرسة بطبيعتها التى يتم تدريبها على المصارعة. لا شىء فى طفولته يشير إلى هوايته، فلا والده تاجر طيور ولا أمه تهوى تربيتها، لذا كان حبه لها غريبا على كل من حوله، خاصة أن هوايته لم تتوقف عند سنوات الطفولة، حيث امتدت معه لسنوات الشباب والعمل، وها هو يكملها بعد خروجه إلى المعاش قبل سنوات. 50 عاما هى عمر هوايته، استطاع خلالها أن يصبح من أشهر مدربى ديوك المصارعة، لدرجة أنه التحق بجماعة هواة مصارعة الديوك، ورغم عمله كمحاسب فى إحدى الشركات، فإنه لم يمتنع عن ممارسة هوايته بشكل يومى، حيث يقضى الساعات المتبقية بعد العمل فى رعاية ديوكه وتدريبها. سن المعاش التى يتصورها البعض نهاية، كانت بالنسبة له بداية مرحلة أخرى وأهم فى حياته، يقول عنها: أصبحت الآن أكثر تفرغا لرعاية الديوك، خاصة أنها أصبحت عملا لى، حيث آتى من الشرقية خصيصا كل أسبوع لأبيع »فرخ« الديوك فى سوق الجمعة، والقرشين اللى بييجو بصرفهم عليا وعلى علف الديوك الكبيرة. تخصص محسن فى بيع وتدريب ديوك المصارعة لا يجد له مبرراً سوى: بحبها مش عارف ليه، لكن ميزة الديوك إن المصارعة والمبارزة طبيعة فى جيناتها الوراثية، خاصة الديوك الهندية، فأينما تواجد ديكان تنشب بينهما معركة تزيد حدتها فى ظل وجود مشجعين. حرص محسن على ديوكه ورعايته لها دفعاه إلى تخصيص شقة فى منزله لإيوائها بنظام يحميها ويحميه من الأمراض المحتمل أن ينقلها إليها أو العكس: بافصل الديوك عن بعض، وأحرص على فحصها بشكل دورى، ولا أعرضها للهواء الطلق حتى لا تنتقل إليها الأمراض، وفى شقتى توجد كتاكيت من عمر يوم واحد وديوك تصل أعمارها إلى 5 سنوات، وأحرص على غذائها، خاصة ديوك المصارعة، التى تتغذى على علف معين، إلى أن تصل إلى سن أكبر فتتناول غذاء الديوك العادية مثل الذرة والعيش. يبدأ سعر زوج الفرخ الصغير للديوك من 50 جنيها، وقد يتجاوز سعر الكبير ألف جنيه، وكل زبائن الديوك الهندية يعرفون قيمتها، خاصة إذا كانوا يستخدمونها فى مسابقات المصارعة المنتشرة فى القرى والصعيد. انضمامه إلى جماعة هواة مصارعة الديوك ساعده فى معرفة طرق تدريبها على المصارعة: نجتمع كجماعة للهواة بصفة مستمرة، حيث يدعونا أحد الهواة لإقامة المسابقة لديه، ومن خلال السباق نعرف الجديد فى طرق التدريب، ويعود كل منا إلى ديوكه يدربها ويزيد من شراستها فى القتال. محسن يعطى مصارعة الديوك أهمية لا تقل عن بطولة المصارعة العالمية: دى برضه رياضة مهمة، لكنها ليست بالقسوة نفسها التى نراها فى مصارعات الرجال، لذا أحرص على تسمية ديوكى بأسماء المصارعين، مثل غضب وجاكسون وشمس، واهتمامى بها مارحش هدر فهى لا تخذلنى، والحمد لله تربيتى وتعبى وإنفاقى عليها تمر فيها.