بعد أيام من انسحاب قوات الجيش الأمريكى من المدن العراقية وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، عاد العنف مجددا إلى البلاد بهجومين انتحاريين أمس، شهدتهما بلدة تلعفر شمال العاصمة، وأسفرا عن مقتل 42 شخصا وإصابة أكثر من 60 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال. وقال المقدم خالد عمر من شرطة تلعفر إن انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف عند احد المنازل، ولدى تجمع الناس بعد 10 دقائق تقريبا فجر انتحارى آخر نفسه وسط الحشود. ووقع الهجومان فى حى القلعة الشعبى المكتظ وسط البلدة مما تسبب فى وقوع الضحايا ومعظمهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال إضافة إلى أضرار مادية بالغة. وفى غضون ذلك، قتل 7 أشخاص وأصيب أكثر من 25 آخرين بجروح فى انفجارين هزا سوقا بمدينة الصدر الشيعية، وأشارت مصادر أمنية عراقية إلى أن قوات من الشرطة والجيش طوقت مكان الانفجار فيما تم نقل المصابين إلى مستشفيات. جاء ذلك بعد يوم واحد من مقتل 9 أشخاص وإصابة 13 آخرين فى انفجار سيارة مفخخة فى منطقة بعويزة شمال الموصل، فيما قتل جنديان عراقيان فى هجومين استهدفا القوى الأمنية فى المدينة. وتزامنت هذه التطورات مع تحذير أطلقته جماعة مسلحين لها صلة بتنظيم القاعدة فى العراق من خلال شريط صوتى أمس الأول حثت فيه المتشددين على مواصلة الهجمات ضد القوات الأمريكية حتى بعد سحب القوات القتالية من مراكز المدن. ودعا الصوت المسجل على الشريط الميليشيات السنية، التى ساعدت فى طرد «القاعدة» من معظم العراق بعد أن بدأت التعاون مع القوات الامريكية فى عام 2006، الى الانضمام مجددا إلى التمرد وخوض معركة ضد الحكومة التى يتزعمها الشيعة فى العراق.