أتابع كما يتابع الملايين غيرى هذا النموذج الإعلامى الفريد، المتمثل فى شخص الإعلامى الرشيق الأستاذ عمرو الليثى وبرنامجه المستنير «واحد من الناس» فالرجل بجديته لا يسعى لظهور أثر لنفسه يخطف القلوب والأبصار كباقى الإعلاميين الفضلاء، ولكن برنامجه يسعى لرصد كارثة مجتمعية على وشك الانفجار، ويسعى جاهدا إلى التنقيب عن المفاتيح والحلول العملية لهذه الكارثة وفتح منافذ الحوار مع السادة المسؤولين، فالرجل بين فى لحظة ما احتياج فقير إلى لقمة عيش كريمة، واحتياج أيتام إلى دفء غطاء يقيهم برد الشتاء، واحتياج مريض إلى دواء ليس فى متناول يده، فقد أثارت إحدى حلقات البرنامج بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع من كل المحافظين والوزراء الذين يقبعون فى مكاتبهم المكيفة الجميع، حيث قام البرنامج بتصوير أهالى منطقتى وابور الجاز الطوبجية بمدينة الإسكندرية، وهم يعيشون فى مناطق غير آدمية، وحرموا من كل الخدمات الأساسية من سكن وصرف صحى ومياه وكهرباء، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة فى المنطقتين، وأصبحت الحالة الصحية بينهم تهدد بكارثة إنسانية وتنذر بخطر داهم سيلحق بنا نحن نتائجه، نظرا لاستفحال هذه العشوائيات من أناس لم يلتفت إلى مطالبهم مسؤول واحد، ولم ينظر بعين العطف لهم لجنة أو دائرة أو عضو مجلس محلى أو حتى عضو مجلس شعبى!! وهذه الحلقة ليست الأولى من نوعها التى قدم فيها البرنامج هذه الصورة الإنسانية المعذبة والمهمشة من قبل مسؤولى بلدنا، فقد سبق أن رصد البرنامج معاناة أهالى زرزارة بمحافظة بورسعيد، وكيف أن هؤلاء الناس يعيشون تحت أدنى مستوى للآدمية، وتحت مستوى خط الفقر، وللأمانة لم يتوان السادة المحافظون فى كلتا الحالتين عن الرد الفورى بسرعة نقل الأهالى بشقق المحافظة، والاتصال بالإعلامى عمرو الليثى وشكره على الدور الإعلامى الذى يقوم به لخدمة المواطنين، ويظل السؤال: أين كان السادة المسؤولون قبل أن تطل علينا هذه الصورة المأساوية على شاشات التلفاز؟ أين كانوا قبل أن نرى ونبكى دما لا دموعا على مثل هذه الحالات اللا إنسانية المعذبة؟! هشام عارف عبد الراضى [email protected]
