اختير الإيفوارى ديديه دروجبا، نجم فريق تشيلسى الإنجليزى، ليكون سفيرًا لكأس أفريقيا للشباب، التى أقيمت بجنوب أفريقيا مؤخرًا وتهدف إلى توعية الشباب فى مدن الصفيح بجنوب أفريقيا حول المعركة ضد إرهاب الأجانب والعنصرية، ويعد دروجبا أحد أشهر اللاعبين الذين يحاربون هاتين الظاهرتين فى العالم من خلال شهرته كلاعب بعد أن أصبح من أفضل اللاعبين الأفارقة فى التاريخ ووضع فى مصاف النجوم مع روجيه ميلا وعبيدى بيليه وجورج وايا، وخلال وجوده بجنوب أفريقيا حرص موقع «فيفا» على إجراء هذا الحوار معه، وتحدث فيه عن رحلته مع العنصرية وإرهاب الأجانب، وتطرق للحديث عن كأس القارات وكأس العالم. ■ ما شعورك وأنت تمثل الشباب الأفريقى كسفير لكأس أفريقيا للشباب؟ - هؤلاء الشباب يقومون بعمل رائع، فبجانب دراستهم يمثلون منتخبات بلادهم فى كرة القدم، ويعتبرونها طريقة للتعرف على الآخر والاستفادة من كيفية النجاح فى تغيير الطباع، ولذا فقد حرصت على مشاركتهم ودعمهم. ■ وما النصيحة التى وجهتها إليهم؟ - أنا فخور بهم، وحاولت أن أشجعهم على استكمال المسيرة بنفس الأسلوب، وأتمنى أن يستقطبوا المزيد من أقرانهم فى بلدانهم لهذا المشروع الواعد، لأنهم سيكونون الأمل فى مكافحة التمييز العنصرى، حتى لا يكونوا وقودًا للإرهاب عن طريق تولد الكراهية العنصرية بداخلهم، وعلينا أن نبذل كل الجهود لمحاربة هذه الظاهرة. وأعتقد أن الطريق الأفضل لمواصلة هذا الكفاح هو أن نمنح هؤلاء الأطفال الفرصة للحصول على التعليم. فعندما يحصلون على المعرفة سيفهمون أشياء مثل الاحترام والصداقة والتعامل مع الآخرين بطريقة أسهل. ■ هل تشعر أنك عندما تلتقى هؤلاء الأطفال فى هذا المكان بأنك فى وطنك وبيئتك؟ - حدث مثل هذه الدورة التى يشارك فيها الأطفال يساعدنا على العودة إلى ما هو مهم بالنسبة إلينا وقيمنا والأمور البسيطة التى نقوم بها، والتى تشغلنا عنها أمور وهموم الحياة. ■ وجودك بجنوب أفريقيا جاء فى وقت بطولة كأس العالم للقارات، فما انطباعك عن البطولة؟ - تابعت البطولة بأهمية بالغة، وأعتقد أنها خرجت على أعلى مستوى، لكننى استمتعت بما حققه المنتخب الأمريكى. إنه منتخب لم يكن أحد يتوقع منه الكثير، لكنه حقق المفاجآت ووجد نفسه فى النهائى بعد أن تغلب على أفضل منتخب فى أوروبا، يجب أن نرفع القبعة له. ■ وما رأيك فى الاستضافة والأجواء التى صاحبت البطولة؟ - التنظيم كان رائعًا، كما أن لديهم ملاعب على أعلى مستوى، وعلى الرغم من تدنى حرارة الطقس فإنك تنسى بشكل سريع المناخ البارد عندما تطأ قدماك أرض الملعب، ولاحظت أن الأجواء كانت رائعة أيضا فالجماهير تنشد الأغانى سويًا وهم سعداء ويرحبون بالضيوف. وأرى أنها كانت خير اختبار لجنوب أفريقيا وبروفة رائعة لقدرتها على استضافة كأس العالم 2010. ■ وما رؤيتك للمنتخب الإيفوارى فى طريقه نحو نهائيات المونديال بعد فوزه بأول ثلاث مباريات له بالمجموعة الخامسة؟ - كلاعب أمنى نفسى بالمشاركة فى هذا الحدث العالمى مرة أخرى بعد بطولة ألمانيا 2006، ولكننى لا أحب أن أسبق الأحداث لأن كل شىء قد يتغير، ويمكن أن تنقلب المجموعة رأسًا على عقب فى الدور الثانى، على الرغم من أن لدينا لاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة كفيلة بألا نقع فى هذا الفخ الخادع، لأننا نحتاج فقط إلى الفوز فى مباراة أو مباراتين لضمان التأهل. ■ فى بطولة عام 2006 خرجتم من الدور الأول لأن القرعة ظلمتكم بالوقوع مع الأرجنتين وهولندا وصربيا، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات هل أصبحتم على قدر من القوة يؤهلكم للأدوار النهائية؟ - أحب أن أوضح أنه على الرغم من خروجنا من الدور الأول فإننا قدمنا عروضًا مميزة أمام الأرجنتين وهولندا وخسرنا المباراتين بهدفين مقابل هدف، وفزنا على صربيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وعندما نتأهل إلى جنوب أفريقيا 2010 أعتقد أن فرصتنا ستكون أكبر لأننا اكتسبنا الخبرة الكافية باللعب مع المنتخبات الكبرى، وسيكون الأمر أسهل علينا لأننا لم نعد «سُذّج»، ولن نكون «متفرجين» فقط فى البطولة، وتابعنا فى الفترة الماضية أداء المنتخبات المنافسة فى النسخة السابقة، ويمكننا أن نتأهل إلى دور ال16. ■ كيف تقيم وحيد خليلو دزيتش المدير الفنى للمنتخب الإيفوارى بعد أن تعاملت مع هنرى ميشيل وجيرار جيلى وأولى شتيلكة؟ - لقد تمكن من التأقلم مع متطلبات الكرة الأفريقية عمومًا والإيفوارية خصوصًا بشكل سريع. كما عدل من رؤيته للأمور، ووجد لاعبين يريدون الإنصات إليه للارتقاء بمستوياتهم وتحقيق المزيد من النجاحات. مما جعل الفريق يتألق فى التصفيات الأفريقية، ولدى طموح مع زملائى أن نترك بصمة فى تاريخ كرة القدم الإيفوارية، من خلال تحقيق نتائج إيجابية بكأس العالم بعد أن ظهرنا بشكل جيد البطولة الماضية. ■ ما شعورك وبلد أفريقى سيستضيف المونديال المقبل للمرة الأولى فى التاريخ؟ - أراها فرصة للقارة الأفريقية لتظهر الوجه الآخر لها خلافًا للوجه العالق فى أذهان الناس بالخارج، لأن الجميع فى أوروبا يعتقدون أن الفكرة المسيطرة على الشعوب الأفريقية هى الحروب والفقر. كما أنها فرصة لكى نؤكد قدرتنا على جلب السعادة والمتعة للعالم كله، والأهم من ذلك كله، أننا نملك القدرة على تنظيم حدث بأهمية كأس العالم لأن الهدف أن ندفع الآخرين على أن يحذوا حذو جنوب أفريقيا. ■ فى حال تأهل كوت ديفوار إلى كأس العالم 2010 هل سيكون هذا هو آخر مونديال تشارك فيه؟ - أستمتع بلعب كرة القدم، وسيزداد إصرارى لأننى أدافع عن ألوان منتخب بلادى، والشىء الذى سيجعلنى أستمر فى الملاعب هو المتعة التى أشعر بها عندما أمارس كرة القدم، خصوصًا أننى لم أكن محظوظًا بما فيه الكفاية، لكى أبدأ مسيرتى مبكرًا مع كرة القدم وعكس معظم اللاعبين لم أتبع الطريق الروتينى بالانضمام إلى إحدى الأكاديميات وعندما وصلت إلى أعلى مستوى وجدت عمرى أصبح 25 عامًا. الشىء الوحيد الذى تقوله لنفسك فى هذا الوضع هو أنك محظوظ للغاية، لأنك نجحت فى الوصول إلى ما وصلت إليه وعليك أن تستغل هذا الأمر فى كل مباراة وفى كل ثانية تمضيها على أرض الملعب.