كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن قيام مجموعة من الضباط الإسرائيليين بعقد اجتماع أسبوعى لتحديد نوعية المواد الغذائية التى يسمح بدخولها لقطاع غزة، وقالت إن المشمش والخوخ والعنب والأفوكادو فواكه «فاخرة لا يسمح بدخولها للقطاع». وأضافت: «كل أسبوع يجتمع 10 ضباط من وحدة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن نشاطات الحكومة فى الأراضى بمبنى الوزارة بتل أبيب لتحديد نوعية الأغذية التى يمكن السماح بدخولها لمليون ونصف فلسطينى يعيشون فى قطاع غزة». وأشارت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها الإليكترونى، إلى أن هؤلاء الضباط يقررون على سبيل المثال، أن فواكه الكاكا والموز والتفاح هى مواد حيوية ضرورية، وبالتالى يسمح لها بدخول قطاع غزة، فى حين أن المشمش والخوخ والعنب والأفوكادو، لا يسمح بدخولها لأنها مواد فاخرة تكميلية». وقالت الصحيفة إن هؤلاء الضباط ومن بينهم رئيس مكتب تنسيق قطاع غزة موشى ليفى والعقيد أليكس روزويج، هم المسؤولون عن حظر دخول اللحوم المعلبة وصلصة الطماطم والملابس والأحذية والدفاتر إلى القطاع خلال العام الماضى»، مشيرة إلى أنه تم «تخزين المواد السابقة فى مخزن كبير تابع لإسرائيل بالقرب من معبر كرم أبوسالم فى انتظار حدوث تغيير فى السياسة. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه رغم عدم إصلاح السياسة حتى الآن إلا أنها مازالت قابلة للتغيير، مشيرة إلى أنه قبل نحو شهرين، سمح المسؤولون فى الوحدة بدخول القرع والجزر إلى قطاع غزة بعد حظرها لعدة شهور. وتابعت أن دخول أطعمة «شهية» مثل الكرز، الكيوى، واللوز الأخضر والرمان والشوكولاتة والحلاوة الطحينية «غير مصرح به فى معظم الأحيان». ونقلت الصحيفة عن مصادر بالوحدة قولهم إن عملهم تتم متابعته على أعلى المستويات، وأن منسق العمل هو عاموس جيلعاد الذى يراقب بنفسه المواد الغذائية التى تدخل إلى غزة يومياً، ويعطى الموافقات على دخول أى نوع من الفاكهة والخضروات والمنتجات الغذائية المجهزة التى يطلبها الجانب الفلسطينى. وقالت الصحيفة إنه فى أحد اجتماعات الوحدة فسر العقيد عوديد ايترمان قرارات الحظر بقوله «لا نريد أن نعطى خاطفى الجندى جلعاد شليط الفرصة لمضغ البامبا (وهى وجبة إسرائيلية شعبية) فوق رأسه». وكشفت الصحيفة عن وجود وثيقة تسمى «الخطوط الحمراء»، التى تقول: «بهدف توفير متطلبات الحياة الأساسية فى قطاع غزة، فإن نائب وزير الدفاع الإسرائيلى وافق على دخول 106 شاحنات محملة بالمواد الإنسانية إلى قطاع غزة، 77 منها محملة بالمنتجات الغذائية الأساسية، ويسمح بدخول القمح وعلف الحيوان من خلال المجاميع الموجودة خارج معبر كارنى». وقالت الصحيفة إنه بعد أربع صفحات مليئة بمواد تفصيلية تحدد عدد الجرامات والسعرات الحرارية المسموح بدخولها إلى القطاع فى كل نوع من الأغذية، تأتى التوصية التالية التى تقول: «من الضرورى التعامل مع المجتمع الدولى وزارة الصحة الفلسطينية لتوفير التغذية الإضافية، وتوفير التعليم حول التغذية السليمة»، وفى نهاية الوثيقة توجد عبارة مطبوعة بالحروف الكبيرة تقول «إن الاستقرار فى الجهود الإنسانية أمر حيوى للتنمية والوقاية من سوء التغذية». وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الشاحنات التى تدخل قطاع غزة «قريب جداً من الحد الأدنى اللازم لتأمين الكفاف»، وقالت إنه وفقاً لبيانات منظمة الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة «الأنروا»، فإن هناك 117 شاحنة دخلت القطاع فى شهر مايو، و113 فى أبريل، وأن العدد كان 37 شاحنة قبل العملية العسكرية الأخيرة على القطاع فى ديسمبر الماضى، رغم أن وزراة الدفاع الإسرائيلية كانت قد قررت السماح بدخول 106 شاحنات يومياً. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير فى الوحدة أن ما يفعلونه «ليس حصاراً للقطاع ولكنه تقييد لدخول المواد الكمالية التى تعتبر من قبيل الترف، وأن تحديد هذه المواد يتم أحياناً كل أسبوع أو كل يوم»، مشيرة إلى أنه يتم «إجراء تعديلات فى المواد التى يسمح بها استجابة للضغوط الدولية» وضربت مثالاً بزيارة السيناتور الأمريكى جون كيرى لغزة فى فبراير الماضى، الذى «ذهل» من حظر دخول المعكرونة. وقالت الصحيفة إنه فى 20 مارس الماضى، أصدر مجلس الوزراء قراراً بالسماح بدخول المواد الغذائية دون قيود استجابة للضغط الأمريكى، مضيفة «الشىء الذى لا يصدق فى هذه المسألة أن ضباط الوحدة لا يرون أى تناقض بين قرار مجلس الوزراء، وبين القيود التى يفرضونها على دخول المواد الغذائية». ونقلت عن مسؤول بالوحدة قوله «لابد أن نوضح أن القرار لا يقصد به رفع القيود المفروضة على دخول المواد الغذائية للقطاع».
