فتوى د. محمد الطبطبائى، عضو هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، بتحريم السفر إلى الدول الموبوءة بمرضى الطاعون وأنفلونزا الخنازير، تجنباً لنقل العدوى، أثارت خلافاً فقهياً بين العلماء، حيث اعتبر بعضهم فتح الحدود غير مباح شرعاً فى مثل هذه الحالات، درءاً لانتقال العدوى، وقال آخرون إن إغلاقها يحقق ضرراً أكبر ويعطل مصالح المسلمين، خاصة أن الفيروس لم يتحول بعد إلى وباء. الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أيدت قرار المنع وقالت: «منع السفر من وإلى البلاد (الموبوءة) عملية شرعية، حض عليها الإسلام، لما فى ذلك من وقاية وحماية للأنفس». واستشهدت «صالح»، بما قام به النبى - صلى الله عليه وسلم - من غلق الحدود، عندما انتشر مرض الطاعون بالمدينة، وأضافت: «إن الرأى الفقهى يستند إلى أن الوقاية خير من العلاج، حيث يعتبر غلق الحدود من باب النظافة الشخصية، ولمزيد من الحيطة والحذر، وأن فتح الحدود فى ظل هذه الأوضاع غير مباح شرعاً». وأكد الدكتور محمد عبدالمنعم البرى، رئيس جبهة علماء الأزهر، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية العالمية ببنجلاديش: «إن غلق الحدود يترتب عليه ضرر أكبر، لاعتماد الدول والشعوب على بعضها البعض فى تأدية مصالحها، خاصة أن المرض لم يتحول إلى وباء، وأن المصابين يعدون بالمئات». وقال «البرى»: «الفيروس (أهيف) من أن نغلق بسببه الحدود، وتطوره جاء بسبب تدخل البشر عن طريق المعامل»، واعتبر أن «الحيطة لا تكون فى غلق الحدود فقط، وطالب بألا يكون قرار غلق الحدود شخصياً وأن يكون جماعياً، من خلال عدد من العلماء يقيسون المنافع والمضار من قرار الغلق حتى لا يأتى بضرر أكبر. وتحفظ الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، على طرح مثل هذه القضايا فى الإعلام، خاصة أن المرض لم يتحول بعد إلى وباء حتى نطرح حواراً حول إمكانية غلق الحدود من عدمها.