ذكر تقرير رسمى، أصدرته منظمة الأغذية والزراعة «فاو»، أن الإبل لا تصاب بمرض الحمى القلاعية، وأن ما تردد حول حدوث إصابات للجمال التى تم التحفظ عليها بمعرفة الحجر البيطرى بمنطقة الشلاتين يتنافى مع الأسس العلمية التى تؤكد استحالة إصابتها بالمرض. وأوضح تقرير «فاو»، الذى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، أن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية اعتمدت تقريرا أصدرته مايو الماضى يؤكد أن الإبل لا تصاب بمرض الحمى القلاعية ولم يتم تسجيل أى حالات إصابة بالمرض فى أجسام الجمال دوليا. وتسبب التقرير فى حدوث حالة ارتباك فى وزارة الزراعة، مما أدى إلى استدعاء الدكتورة منى محرز، مدير معهد بحوث صحة الحيوان، للقاء الوزير لتفسير نتائج التحاليل التى أجراها المعهد، والتى أدت إلى حدوث «جدل» كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وأثار استياء عدد من المستوردين بسبب تأثيره السلبى على سوق اللحوم الحمراء فى مصر. وأكد أمين أباظة، وزير الزراعة، خلال اجتماعه أمس وعدد من قيادات الوزارة، أهمية العلاقات بين مصر والسودان وأن موضوع الجمال فى طريقه للحل لاستمرار تدفق الجمال السودانية إلى مصر. وشددت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة على ضرورة توحيد جهات الإشراف على استيراد الحيوانات وجهات التحليل بدلا من التضارب الحالى بين الجهتين، مشيرين إلى ضرورة تعديل قانون الهيئة العامة للخدمات البيطرية ونقل تبعية معامل معهد بحوث صحة الحيوان إلى الهيئة لتوحيد جهة المسؤولية عن الحيوانات المستوردة من الخارج، ولفتت إلى أن معهد صحة الحيوان تسبب فى الإساءة للعلاقات بين مصر والسودان، وذلك بالتشكيك فى سلامة الجمال السودانية التى تستورد مصر منها سنويا ما يتجاوز 150 ألف رأس، منوهين بما اعتبروه محاولة معهد بحوث صحة الحيوان المستمرة للتشكيك فى الجهود التى تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمكافحة مرض أنفلونزا الطيور والأمراض الوبائية الأخرى، وذلك وسط حالة استغراب شديدة من قيادات الوزارة، لأن المعهد والهيئة يتبعان وزارة واحدة وليس هناك مبرر لحدوث الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. وأضافت المصادر أنه يجب محاسبة المخطئ ومعاقبة المخالفين الذين استغلوا ثقة الدولة والجهات الدولية، مشيرة إلى ضرورة مشاركة معاهد أخرى متخصصة فى إجراء جميع التحليلات التى يقوم بها المعهد سواء المتعلقة بالحمى القلاعية أو أنفلونزا الطيور من خلال اعتماد معامل أخرى تابعة لوزارة الزراعة لديها كفاءة كبرى فى إجراء جميع تحاليل لحالات الاشتباه بالأمراض الوبائية حتى لا تفقد مصر مصداقيتها على المستوى الدولى فى ظل مخاطر الأمراض الوبائية التى تنتشر حاليا فى العالم. وقرر الدكتور حامد سماحة، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، تشكيل لجنة بيطرية للفحص الظاهرى للجمال المحتجزة فى الحجر البيطرى فى الشلاتين للتأكد من خلوها من الأمراض، تمهيدا للإفراج عنها خلال أيام قليلة والسماح بنقلها إلى المحافظات.