أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الرئيس محمود أحمدى نجاد وحكومته سيؤديان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى بين 26 يوليو و19 أغسطس المقبلين وذلك، بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور، مجددا، أى إمكانية لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية استجابة لطلب المرشح الذى هزم فيها مير حسين موسوى. وقال المتحدث باسم المجلس عباس على كدخدائى: «لم نشهد فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة أى عمليات تزوير أو مخالفات كبرى، وبالتالى ليس هناك إمكانية لإلغاء نتائجها». وذكر المجلس أن قراره النهائى سيعلن اليوم «الأربعاء». ومن جانبه، حذر رضا بهلوى نجل شاه إيران السابق من حرب نووية، وقال بهلوى، الذى يعيش فى المنفى، إن عواقب قمع المعارضة ستكون وخيمة على منطقة الشرق الأوسط برمتها، وقد تقود إلى نزاع نووى، معتبرا أن فشل «المعسكر المعتدل» فى الاحتجاجات سيكون من شأنه «تشجيع التطرف»، متوقعا أن يعمد «الطغاة المتعصبون» إلى إنهاء سلطتهم ب «هولوكوست نووى». واعتبر بهلوى أن الاحتجاجات المستمرة تحظى بدعم «معظم رجال الجيش والمؤسسة الدينية» وقد ينتهى بها المطاف إلى الإطاحة بالحكومة الإسلامية بأكملها، زاعما أن «لديه مصادر داخل الجيش وأجهزة الاستخبارات مستعدة لتغيير الأوضاع»، متعهدا بألا «تموت الحركة الاحتجاجية لأنه لن يتركها تموت». وتزايد التوتر الداخلى والاستياء الدولى على خلفية صورة المتظاهرة الإيرانية ندى أغا سلطان تلفظ أنفاسها الأخيرة، اتهم كاسبيان ماكان خطيب ندى ميليشيا الباسيج بإطلاق النار عليها، مشيرا على أن الشابةالإيرانية كانت على «مسافة بضعة شوارع من المكان الذى كانت تجرى فيه التظاهرات الكبرى قرب حى أمير أباد وكانت عالقة فى التظاهرات»، وحين شعرت بالحر الشديد «خرجت للحظات من السيارة وعندها قتلت بالرصاص». وأضاف أنه سمع من بعض الشهود أن عناصر الباسيج تعمدوا استهدافها «وأصيبت فى صدرها وفارقت الحياة فى لحظات». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن المقطع الذى يصور المشهد الدموى لمقتل الفتاة الإيرانية ندى البالغة من العمر 26 عاما يوم السبت الماضى والذى نشر فى إيران والعالم جعل منها رمزا واضحا للحركة المناهضة لحكومة طهران. وأوضحت أن كثيرين يصفون «ندى» - التى يعنى اسمها بالفارسية «الصوت» بأنها صوت إيران والتى قال أقاربها إنها لم تشتغل بالسياسة. وأضافت الصحيفة أن مقتل ندى أثار غضبا واسعا فى المجتمع الإيرانى الذى غرست بداخله ثقافة الاستشهاد، ونقلت عن إحدى السيدات التى شاركت فى تشييع جنازة ندى أمس الأول الاثنين خارج أحد المساجد بطهران قولها «أشعر بالقلق لأن جميع التضحيات التى قدمناها الأسبوع الماضى والدماء التى أريقت ستذهب سدى.. وأبكى فى كل مرة أشاهد فيها وجه ندى على شاشات التليفزيون». وجدد مساعد للمرشح الرئاسى المهزوم مهدى كروبى مطالبته للإيرانيين باعتبار الخميس المقبل يوم حداد على الضحايا الذين سقطوا فى الانتخابات، وهو ما أيده موسوى المهدد بتقديمه للمحاكمة بتهمة التسبب فى الفوضى الراهنة فى البلاد بسبب بياناته المثيرة ودعواته للتظاهر «غير القانونى». وذكر الموقع الإلكترونى لموسوى أنه التقى بكبار رجال الدين وناقش أحدث التطورات فى البلاد من بينها مقتل متظاهرين خلال مظاهرات نظمت فى شوارع طهران، حدوث اعتقالات واسعة وهجمات على محتجين. ولم يذكر الموقع المزيد من التفاصيل. وانتقد موسوى الإجراءات الأمنية المشددة معتبرا أنه لن تقود سوى «إلى تصاعد الأزمة الحالية». وقالت مصادر إصلاحية إيرانية إن فريق موسوى لا يعترف بنتائج الانتخابات ولا ببيان مجلس صيانة الدستور وأنه سيواصل التصدى للنتائج و»سرقة أصوات الإيرانيين»، حتى «إقالة الحكومة غير الشرعية» فى إشارة إلى حكومة الرئيس نجاد. وهدد مصدر قضائى بتلقين المعتقلين درسا، وقال إبراهيم رايسى المسؤول القضائى البارز فى إيران إنه «سيتم التعامل مع المعتقلين فى الأحداث الأخيرة بطريقة تلقنهم درسا» وأضاف أن محكمة خاصة تدرس الحالات مشددا على أهمية «التعامل مع مثيرى الشغب بطريقة تجعلهم عبرة». وحول اعتداءات قوات الباسيج الثورية على المتظاهرين، نقلت صحيفة «أيريش تايمز» عن شاهد عيان قوله أمس إنه كان فى شرفة منزله وشاهد قوات الباسيج تهاجم مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يرددون بعض الشعارات فقط، مضيفا أنهم هاجموا المنزل الذى حاول المتظاهرون الفرار للاحتماء بداخله واقتادوهم خارج المنزل.