هل أنت مؤيد للنظرية التى تقول إن فيروس الأنفلونزا «H1N1» من نتاج المعامل الأمريكية، وأن الأمريكان قد أطلقوه وهم يعلمون أنه فيروس ضعيف، من أجل الترويج لدواء «تاميفلو» الذى يملك «رامسفيلد» وزير الدفاع الأمريكى السابق معظم أسهمها؟ د. فتحى - ألمانيا. - فى الحقيقة هذا سؤال تصعب الإجابة عليه لأنه من الصعب إثباته من الناحية العلمية، وقد أثير من قبل عن معظم الفيروسات الجديدة - ومنها الإيدز - الذى يعتقد البعض أنه قد خرج من المعامل نتاج التدخل من خلال الهندسة الوراثية، أو أثناء محاولة العلماء صنع سلاح بيولوجى، ولكن دعنا نفكر ونحلل بعض النقاط سوياً من خلال الإجابة على بعض الأسئلة المتفرعة من سؤالك، وأولها: هل يمكن أن يحدث تجريب لسلاح بيولوجى جديد على بعض الناس دون علمهم؟ والإجابة: نعم، فقد حدث عندما بدأت تجارب إطلاق مثل هذه الأنواع من الأسلحة البيولوجية على الحيوانات فى «فورت ديتريك» وبعض الأماكن الصحراوية البعيدة وكذلك فى المحيط الهادى فى بداية الخمسينيات، أن كانت هناك تجارب مشتركة لإطلاق مثل هذه الأسلحة البيولوجية بين الولاياتالمتحدة، وكندا، وبريطانيا، من خلال سفنهم فى البحر الكاريبى، وفى عام 1950 أجرت البحرية الأمريكية أول تجربة فى الهواء الطلق لمثل هذه الأنواع من الأسلحة مستخدمة سلالات غير ضارة وذلك فى «نورفولك» بولاية فيرجينيا، ثم أعقب ذلك اختبارات بواسطة الجيش الأمريكى على وسائل الإطلاق من خلال استخدام ميكروبات غير ضارة مثل Bacillus Globigii وكذلك Srratia Marcescens، وبعض الجزيئات الخاملة. وكانت الحجرة التى يصنع فيها هذا الإيروسول فى مدينة «فورت ديريك» تسمى «الكرات الثمانية» Eight Balls، ويبلغ حجمها حوالى مليون لتر مكعب، وكانت تجرب من خلالها كفاءة أجهزة الإطلاق، وأساليب التطعيم والوقاية، والاكتشاف والعلاج للأنواع المختلفة من البكتيريا. وفى عام 1951 بدأت تثار الشكوك حول الأضرار التى يمكن أن تحدث من مثل هذه التجارب، حيث نشر تقرير من مستشفى جامعة ستانفورد يشير إلى أن بكتيريا S.marcescens التى تستخدم فى التجارب - على أنها بكتيريا غير ضارة على الإطلاق - تسبب حدوث العدوى فى بعض الأحيان. وأعقب ذلك حدوث عدوى لأحد عشر مريضاً، تم عزل هذه البكتريا منهم بعد تجربتها فى سان فرنسيسكو، حيث تسببت فى إصابتهم بالتهاب فى مجرى البول، وحدث تلوث فى الدم لأحدهم، بينما توفى آخر، وأثار هذا التقرير شكوك البعض من إمكانية حدوث العدوى التى تسمى Nosocomial Infection، واستمر تجريب مثل هذه الأنواع من البكتيريا حتى عام 1968، وقد ثار الرأى العام الأمريكى على الجيش، حين كتبت جريدة «واشنطن بوست» عام 1976 (أى بعد 26 عاماً من التجربة) تتهم هذه التجارب بأنها كانت السبب فى بعض حالات العدوى التى حدثت فى هذه الآونة، ومنها حالة الالتهاب فى عضلة القلب الداخلية Endocarditis التى أدت فى كثير من الحالات إلى الوفاة، وكذلك زيادة نسبة حدوث الالتهاب الرئوى فى مدينة «كالهاون كاونتى» فى ألاباما. وأثيرت مناقشات كثيرة حول هذا الموضوع، وعقد مجلس الشيوخ جلسة استماع خاصة بهذا الموضوع فى عام 1977، وانتقد النواب الجيش الذى لم يأخذ فى اعتباره التقارير السابقة التى خرجت من جامعة ستانفود منذ عام 1950، واستمر - رغم التحذير - فى استخدام بكتيريا S.marcescens وإطلاقها فى هذه التجارب على اعتبار أنها غير ضارة، ولكن هل يمكن أن يكون قد حدث ذلك مع الفيروس الحالى لأنفلونزا الخنازير؟ نجيب غداً إن شاء الله. [email protected]