تظل المناطق غير الآمنة بيئياً والمليئة بالقمامة أو المياه الراكدة أو الحيوانات النافقة هى الخطر الأول لظهور عدد كبير من الأمراض بسبب انتشار عدد من الميكروبات والفيروسات فيها، وتزداد خطورة تلك المناطق لوقوعها داخل الحزام السكنى بصورة تجعل من انتشار مرض مثل الطاعون فى حالة دخوله مصر أمراً حتمياً بسبب تواجد القوارض داخل تلك البيئات بشكل كبير. وأجمع الخبراء فى الصحة والبيئة على أن مناطق القمامة والزرائب المتواجدة بالقرب من تلك المناطق السكنية بمثابة قنبلة موقوتة لانتشار الطاعون، وامتدت مخاوف البعض إلى أننا لسنا فى حجة إلى انتظار الطاعون من الحدود الليبية إذ إن البيئة قد تكون عاملاً خصباً لظهور طاعون مصرى خالص، حيث أكد الدكتور محمد حامد الشابورى، نائب رئيس جامعة المنصورة لشؤون البيئة، أن المناطق الملوثة بالقمامة والمياه الراكدة بيئة خصبة لظهور عدد من الأمراض التى نعانى منها مثل التيفود، لأنها بيئات تنتشر فيها البراغيث والفئران بصورة كبيرة، وتتكاثر فيها بصورة هائلة، مما يجعلها عاملاً مساعداً لانتشار الطاعون فى المناطق السكنية المحيطة بها، واستبعد أن تنتقل القوارض سيراً عبر الشريط الحدودى داخل مصر، لكنها من الممكن أن تنتقل داخل الحاويات الليبية، وأعتقد أننا يجب أن نضع خطة أولية فى مصر بمكافحة القوارض والقضاء عليها ثم خطة تالية بتطهير تلك المناطق البيئية. وأكد الدكتور علاء إسماعيل، رئيس معهد الأمراض المتوطنة فى جامعة عين شمس، «للأسف لا نلتفت إلى خطورة الأمر إلا بعد تضخمه، فالبيئات الملوثة بالقمامة خطرة دائماً، والقضية لا تحتاج إلى طاعون للقضاء عليها، وإنما يجب علينا تغيير ثقافتنا تجاه النظافة فى مصر، والبيئات الملوثة بالقمامة ومصارف الترع والمياه الراكدة تنقل عدداً كبيراً من الأمراض مثل أمراض العين والكبد والتيفود وأخطرها الطاعون، والفئران المتواجدة فى تلك الزرائب طوال السنة تشكل خطورة كبيرة على صحة الفرد فى حالة ظهور الطاعون، وأعتقد أن ظهور الطاعون فى ليبيا قد يكون خطأ معملياً، لأن البيئات الملوثة مساعدة لكنها لا تستطيع أن تنتج المرض نفسه، لذلك يجب التركيز على وسائل النقل البرية والبحرية المقبلة من ليبيا ورشها وتعقيمها جيداً». على العكس، صرح مراقب صحة البيئة بمركز الرصد البيئى بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه أن مقالب القمامة قد تكون منبعا لظهور المرض وفرص ذلك تساوى فرص أن تلعب تلك المنطقة دوراً فى انتشاره وقال: «مقالب القمامة مصدر قد يخرج منه طاعون مصرى خالص فى القاهرة والمحافظات، فالأمراض التى تنتقل من البيئات الملوثة كثيرة ميكروبية وفيروسية حسب نوع القمامة وحسب الحيوانات والقوارض المتواجدة داخل تلك الزرائب، والطاعون ينتشر عن طريق الفئران والبراغيث وهو ما تصعب السيطرة عليه فى حالة خروجه من إحدى الزرائب فى مصر أو دخوله من ليبيا، ويجب تشديد الإجراءات القانونية بوضع الزرائب على مسافة لا تقل عن كيلو ونصف الكيلو متر عن المناطق السكنية». ونفى اللواء أحمد نصار، رئيس جهاز التجميل والنظافة بحى الجيزة، أن تكون هناك مناطق قمامة أو مياه راكدة داخل الجيزة، وقال: «قمنا بالسيطرة على جميع الزرائب وتطهيرها ولا يوجد تراكم زبالة إلا لعدة ساعات ونقوم بالتخلص منها بعد ذلك، لكننى لست مسؤولاً صحياً ولا أعرف الأمراض التى قد تنتقل منها، ولا يوجد خطة من المحافظة لمكافحة القوارض لكن ما أعرفه أن هناك لجنة من وزارة الصحة والهيئة البيطرية لمكافحة القوارض فى منطقة أرض اللواء، وأن اللجنة أخذت عينة من فئران تلك الزرائب لمعرفة مدى خطورتها على المنطقة».