تجرى الآن امتحانات الثانوية الأزهرية والعامة، وقد اتُخذت إجراءات صارمة لمنع تسرب أسئلة الامتحان أو الغش داخل اللجان، إلا أن ما يجرى الآن داخل معهد ثانوية أبشواى الأزهرى بنين، بمركز أبشواى، محافظة الفيوم، غير ملائم بالمرة لما اتُخذ من تدابير، فما يحدث هو مهزلة بكل المقاييس، حيث يُسمح فى الكثير من اللجان باستخدام التليفون المحمول وإجراء المكالمات المختلفة، كما يُسمح بدخول كتب للجان الامتحان للغش منها.. هذا الأمر فى غاية الخطورة، ويجب أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة تجاه المقصّرين ممن يساهمون فى دمار العملية التعليمية أكثر مما هى مدمَّرة، فبسبب هذا الغش تفرز لنا المدارس والجامعات سنوياً أعداداً كبيرة فى كل جيل، لا يستطيعون أن يقدموا شيئًا للبلد أو لأنفسهم، بل يعد هذا تشجيعًا للطلاب على عدم المذاكرة أو الاهتمام بالدروس والدراسة، وليس هذا فقط الأثر الناتج عن هذا الفعل المشين، بل يساهم فى إضاعة هيبة المعلم بين طلابه. أقول للتلاميذ: يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غشنا فليس منا»، وأيضاً أقول لمسؤولى الأزهر الشريف: لابد أن تتخذوا اللازم للحفاظ على هذه المؤسسة الدينية، التى لا يصح إطلاقاً أن يزداد الغش فيها، ويكون هو الطريق للنجاح، بالرغم من أنها لتدريس الشريعة وتعميق الإيمان داخل قلوب جميع المسلمين وليس دارسيها فقط. مصطفى جاد إعلام القاهرة [email protected]