من أب قناوى وأم سوهاجية ولد محمد سليمان زكى، الشهير ب«حمص» الذى أحرز هدف فوز مصر على إيطاليا بطلة كأس العالم 2006 . وفى منطقة «عرايشية مصر» حيث نشأ وتربى غمرت السعادة والفرحة أهالى المنطقة منذ انطلاق صافرة انتهاء المباراة وحتى اليوم، وهى السعادة نفسها التى شعر بها كل المصريين الذين توسموا خيراً فى المنتخب المصرى، بعد أن فقدوا الأمل فى الصعود لنهائيات كأس العالم بعد هزيمة الجزائر. شهرة اللاعب الأسمر وصلت إلى مسؤولى ومدربى النادى الإسماعيلى، الذين سارعوا بضمه حتى أصبح أول لاعب فى الفريق الأول عمره 17 عاما، ومن التألق مع الدراويش انضم حمص إلى المنتخب ورغم مرور سنوات على جلوسه على «دكة الاحتياطى» فإنه لم يغضب ولم يتعجل الشهرة، حتى أطلق عليه لقب «أيوب الكرة المصرية». فى منزل العائلة البسيط فى «العرايشية»، التقت «المصرى اليوم» أسرة حمص، وعبر «عم سليمان» والده وهو موظف فى شركة بترول عن سعادته بابنه، الذى لم يتوقف عن الدعاء له، وقال: «صليت ودعيت وبكيت بعد إحراز الهدف».. وأضاف ودموعه تسبق كلماته: «محمد طول عمره ابن حلال وعارف ربنا وقرر السنة دى يودينى الحج أنا وأمه ودعيتله كتير والحمد لله ربنا استجاب لدعايا». وقالت والدته: «محمد طول عمره بار بأهله وأسرته وكان يعطينى مالا ويقول: خدى يا ماما شوفى إخواتى عايزين إيه، رغم إن الخير كتير والحمد لله، لكنه كان يصر على المشاركة فى مصاريف البيت ومساعدة والده وأشقائه»، وأضافت: «محمد اللاعب الوحيد الذى قدم طلباً لاتحاد الكرة لتأخير موعد مباريات الدورى لتكون بعد صلاة العصر حتى يؤدى الصلاة فى موعدها، والطلب مسجل باسمه فى اتحاد الكرة، مما يؤكد عمق إيمانه وتدينه. وأكدت والدة حمص أن جماهير الأهلى والزمالك اتصلوا فور انتهاء المباراة لتهنئتهم بفوز مصر والآلاف من مواطنى الإسماعيلية، وجماهير الدراويش احتفلوا حول منزل الأسرة حتى الصباح. حالة الفرحة التى عاشها أهل حمص كان لها مذاق مختلف فى منزل الزوجية مع زوجته رشا وولديه يوسف «عامين» وراما «3 أعوام» قالت زوجته: «كلمت حمص يوم المباراة وسألته هتلعب النهارده ولا لأ؟ فرد قائلاً: إدعيلى.. نفسى ألعب عشان أعمل حاجة لمصر.. أنا مايهمنيش ألعب ولا لأ.. المهم مصر تكسب». وتتفق رشا مع من يطلقون على زوجها لقب «أيوب الكرة المصرية» لعدم مشاركته فى المنتخب، ولا تخفى لحظات إحباط عاشها حمص فى الأوقات التى كان يتمنى فيها الانضمام واللعب مع المنتخب، ولكنه كان يردد دائماً بنفس راضية: «كله بأوانه ولما ربنا يريد»، وكأنه كان يشعر بأنه على موعد مع التاريخ ليسجل هدفاً تاريخياً فى مرمى أبطال العالم.
