يشتهر نجم هجوم منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، فيرناندو توريس ببراعته فى تسجيل الأهداف «بمختلف أنواعها»، وهو معروف أيضا بمناهضته للعنصرية وبمساندته لأفريقيا. وقال مهاجم نادى ليفربول الإنجليزى: «بطولة كأس العالم للقارات، إلى جانب كأس العالم، ستتركان آثارا كبيرة خلفهما.. وأحد أهم هذه الآثار هو أن نثبت أن الأفارقة قادرون على تنظيم بطولة بهذا الحجم». ويعتبر توريس (25 عاما)- الذى سجل ثلاثة أهداف لبلاده فى مباراتها الأولى بكأس القارات أمام نيوزيلندا، التى فازت فيها 5/ صفر الأحد الماضى- واحدا من أعظم نجوم كرة القدم بالنسبة لمواطنى جنوب أفريقيا الذين يتابع الكثير منهم مباريات اللاعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز أسبوعيا. وقال توريس: «أشعر بالسعادة لتواجدى هنا فى جنوب أفريقيا للتعرف على ثقافة هذه البلاد، والأهم من ذلك أن أرى كم يحبنى هؤلاء الناس.. وسيكون مكافأة إضافية لى أن أحاول أداء عملى على أفضل نحو ممكن، وأن أترك انطباعا طيبا هنا قبل أن أعود من جديد للمشاركة فى نهائيات كأس العالم». وأضاف توريس، لاعب نادى أتلتيكو مدريد الإسبانى السابق والسفير الرسمى لبطولة كأس العالم 2010 التى من المقرر أن تستضيفها جنوب أفريقيا فى الفترة من 11 يونيو وحتى 11 يوليو 2010: «لطالما أبديت اهتمامى بهذه القارة». ويرى توريس أن أول بطولة كأس عالم على أرض أفريقية ستكون «مختلفة ولكنها ضرورية». وعانت جنوب أفريقيا ضغوطا كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية حيث حامت الشائعات حول إمكانية فقدانها فرصة تنظيم البطولة بسبب مشكلات متعلقة بالتنظيم والأمن. وأوضح توريس أنه يجب أن نفتح أبواب كرة القدم لكل العالم، ونثبت أن هذه اللعبة عالمية، تمارس فى أوروبا وأفريقيا والأمريكتين، وفى أى موقع آخر. وأكد النجم الاسبانى أن «كرة القدم رياضة انطلقت من أجل أن تصنع الوحدة.. ونحن هنا لإثبات أن جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية ككل يمكنها استضافة بطولتين مثل كأس القارات وكأس العالم». واعترف توريس بأنه لم يقرأ حتى الآن كتاب جون كارلين «دور العدو.. نيلسون مانديلا واللعبة التى صنعت أمة»، الذى تناول الحديث عن الزعيم الأفريقى الكبير واللعبة التى جعلت من جنوب أفريقيا أمة، حيث يوضح إقامة الزعيم الأفريقى السابق مانديلا لبطولة كأس العالم للرجبى من أجل توحيد البلاد. ومع ذلك، يدرك توريس تاريخ جنوب أفريقيا التى كانت دولة منبوذة على المستوى العالمى قبل 20 عاما بسبب سياسة الفصل العنصرى (الأبارتايد). وقال توريس: «عاند الحظ جنوب أفريقيا حيث كانت تعانى من مشكلات سياسية-عنصرية حتى عام 1996 تقريبا، ولكن منذ هذا الحين شهدت تطورا جيدا». واعترف المهاجم الإسبانى بأنه أصبح أكثر معرفة بالمشكلات المتعلقة بالعنصرية منذ أن بدأ اللعب فى إنجلترا. وأوضح توريس: «الحقيقة أن العنصرية تجلب عقوبات قاسية.. ولسوء الحظ عانينا من مشكلات متعلقة بالعنصرية قبل عدة أعوام واستمرت لفترة، ولكن الآن نشكر الرب على أن تلك المشكلات أصبحت أقل».
