محافظ المنوفية يتفقد إحدى سيارات السلع التموينية ويشدد عيى متابعة الأسعار ومراجعة الاشتراطات    محافظ سوهاج: حملات مكبرة للنظافة وتسوية الطرق بمركز دار السلام    وزيرة التضامن: مهمتنا حماية الفئات الأكثر احتياجًا وتحسين أوضاعها المعيشية    أبو الغيط يستقبل رئيس جمهورية صربيا    أحمد براك: الاحتلال الإسرائيلي يحتمي بالولايات المتحدة    تدريبات تأهيلية لسيف الجزيري في مران الزمالك    الخليفي يهنئ الأهلي بالتأهل للمونديال.. ويدعو الخطيب لاجتماع رابطة الأندية الأوروبية    كولر يحدد مصير بيرسي تاو خلال الميركاتو الصيفي    غدًا.. الجنايات تستكمل محاكمة عامل بتهمة الاتجار في النقد الأجنبي    أحمد سعد يرفع شعار كامل العدد بحفله في الساحل الشمالي    أسباب الإصابة بمرض السكري: فهم العوامل المؤثرة    العثور على جثمان طبيب بالمعاش فى حالة تحلل داخل مسكنه بالدقهلية    وزير الصحة: تغطية 100 % من المواطنين بالتأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات    وزيرة التخطيط: نتطلع إلى الانتقال بالعلاقات المصرية الصينية إلى آفاق أرحب    تجديد حبس شخصين لتنقيبهما عن الآثار بالجمالية    انتشال 3 جثث لعمال داخل بيارة صرف صحي في نجع الفتاتيح بالطود جنوب الأقصر    تظلمات الدبلومات الفنية 2024.. الرسوم وأماكن التقديم بالقاهرة والمحافظات    منى عبد الغني تغنى ل"العلمين" ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" (فيديو)    فصائل فلسطينية: استهدفنا قوة للاحتلال بقذيفتي أفراد وأوقعناهم بين قتيل وجريح    تفاصيل معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته 19    المغني الأمريكي الشهير جيسون ديرولو يزور منطقة آثار الهرم    يكفر ذنوب عام.. موعد يوم عاشوراء 2024 وحكم صيامه منفردًا وسبب تسميته بهذا الاسم    فضل سنة التوسعة على العيال في يوم عاشوراء.. يوَسَّعَ الله عليه طوال العام    المهندس حسن الخطيب يجيب عن: لماذا تم ⁠دمج ملفي التجارة الخارجية والاستثمار؟    الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مذابح غزة    أكرم جلال يتفقد مجمع الإسماعيلية الطبي التابع لهيئة الرعاية الصحية    الاحتلال الإسرائيلى يقصف عدة بلدات جنوب لبنان    عمرو محمود ياسين يوجه رسالة للمعترضين على ركلة جزاء الأهلي أمام بيراميدز    وزير الشباب والرياضة: لم اتدخل لانتقال نجلي مصطفى أشرف لأي ناد في مصر    ننشر جداول امتحانات الدور الثاني ببني سويف    أحمد كريمة يحسم جدل صوم يوم عاشوراء وحكم الاحتفال به    وزير الرى يوجه بمتابعة الأراضى ذات التربة الرملية التى تروى بالغمر بالمخالفة وعمل محاضر لها    حد أقصى لعمر الرؤساء!    أحمد ياسر يكتب: رياح التغيير.. الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد    سلاح الجو الروسي يستهدف مصنعا لإنتاج المتفجرات ومحطة رادار تابعة لأوكرانيا    محافظ المنيا: قريبًا التشغيل التجريبي لمستشفى العدوة المركزي    بمشاركة 600 مثقف وفنان و77 دار نشر.. انطلاق معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب    من ضعف المعدل العالمي للنصف.. كيف تواجه مصر عجزها المائي؟    اتحاد المكفوفين يصرف مكافأة للمنتخب بعد التتويج ببطولة الأهرامات    «التعليم» تعلن فتح باب التقدم للمعلمين للعمل في مدارس المتفوقين STEM    ‫وزارة الزراعة: إزالة للتعديات على الأراضى الزراعية فى 4 محافظات    خليك واعى.. لا صحة لبيع قناة السويس مقابل تريليون دولار (إنفوجراف)    "خلاف مع مدرب مصر ومسيرة كادت تنتهي".. كوبا أمريكا تعيد خاميس رودريجيز للحياة (صور وفيديو)    إيفاد مأموريات ل 27 حالة إنسانية بالمنازل والمستشفيات لتجديد البطاقات    «قررت اعتزل».. رامي جمال يكشف مواجهته ل مرض البهاق ودعم إليسا له    طريقة عمل الشوفان باللبن، لفطار صحي سريع التحضير    شيخ الأزهر يثمن جهود الإمارات في دعم قضايا الأمة ونشر قيم التسامح والتعايش    مجلة جامعة القاهرة للاقتصاد والعلوم السياسية تنجح في الدخول لمستوى Q2 ضمن أفضل مجلات العالم    قمة مصرية صربية بالقاهرة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات    بدء تشغيل المساعدات الملاحية داخل ميناء ومحطة متعدد الأغراض بسفاجا.. صور    ضبط عصابة تنصب على راغبي اقتناء القطع الأثرية بالجيزة    وزير التعليم العالي: برامج جديدة بالجامعات لربط الخريجين بالصناعة وسوق العمل    تخفيض السرعة المقررة للقطارات على معظم الخطوط.. لهذا السبب    بعد أمنية شيخ الأزهر.. تعرف على فضل تعليم القرآن    اليوم.. نظر إعادة محاكمة 8 متهمين بقضية "خلية المطرية الثانية"    حظك اليوم| برج الحوت السبت 13 يوليو.. يتمتع بشخصية إجتماعية محبوبة من الجميع    أمين الفتوى: السحر موجود.. وهذا حل التخلص منه    عاجل.. هل سيشارك؟ أول تعليق من الزمالك على إعلان إقامة السوبر الإفريقي بالسعودية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليس علاقات عامة

كان الأسبوع الماضى هو «أسبوع أوباما» بحق فى الصحافة والإعلام التليفزيونى والمنتديات العامة، وبعد أن ساد الظن أن «الزيارة» سوف تأخذ ليلتها أو بعد يوم ثم تأتى الأيام بما يصرف الذهن والطاقة.. إلا أن ما جرى طوال الأيام، كان أن حضور الرئيس الأمريكى إلى مصر كان واحدا من وسائلنا لكى نعرف، أو بالأحرى نعيد تعريف أنفسنا فى الساحة العامة. فلم تكن هناك صدفة أبدا أن يستخدم - مع حفظ الألقاب والتقدير- عزمى بشارة ومحمد حسنين هيكل ومهدى عاكف وإبراهيم عيسى وفهمى هويدى الوصف نفسه – «كلمتين: علاقات عامة» - على اختلاف توجهاتهم بين الإسلامية والقومية والليبرالية.. وكل ما بين بين.
فكما هو معتاد، فإن الأحداث الكبرى، أو حتى الصغرى، لا تجرى حسب شأنها، ولكنها تضاف إلى المواقع والخنادق الفكرية والسياسية كما هى، لكى تؤكدها، حتى لو استدعى الأمر بعضا من لىّ الحقائق والأقوال، حتى تنسجم مع النموذج المحدد سلفا والذى لا يقبل تغييرا أو تعديلا. ولم يكن خطاب باراك أوباما فى جامعة القاهرة استثناء من القاعدة.
وإلى هنا لم يكن هناك أمر يستحق التعليق، لولا أن المطالعات فيما تقوله الفرق المختلفة لم تطرح أبدا أسئلة رئيسية لا تستكمل الصورة إلا بها، ولا تعرف الحقيقة إلا بعد الإجابة عنها. فلم يسأل أحد مثلا عما إذا كان خطاب أوباما قد تم تفصيله علينا لكى يلائم عقولنا البسيطة، أم أن ذلك هو أسلوب وطريقة الرجل فى كل الأوقات.
 المسألة هكذا لا تحتاج جهدا كبيرا فصاحبنا لا يكف عن الكلام طوال العامين الماضيين، خلال الحملة الانتخابية وبعدها، ومن السهل التعرف على أن ما قاله لنا كان هو تمامًا ما قاله للآخرين، سواء كان هؤلاء الآخرون هم الشعب الأمريكى، أو الدول الأخرى من رُتب الحلفاء والخصوم وحتى الأعداء: البناء المشترك، فتح صفحة جديدة، تعريف العلاقات ليس على أساس ما هو مختلف عليه وإنما وفقا للمصالح المستقرة فى مستقبل واعد للجميع..
 كان هذا هو ما قاله أوباما للأمريكيين وأعضاء حلف الأطلنطى وروسيا وكوبا وإيران وحتى فنزويلا، لأن منهجه فى السياستين الداخلية والخارجية نابع من مدرسة واحدة، لها جذورها فى التاريخ الأمريكى والفكر السياسى الذى أسس الدولة الأمريكية.
لم يخترع أوباما إذن لنا خطابا خاصا، فتلك هى لغته، وهكذا هو منهجه الخاص، لأن أحدا من المرشحين الأمريكيين الآخرين فى الحملة الانتخابية لم يقترحه، ولم تكن صناعة هذا الخطاب وحده خاصة ومتفردة وغير مسبوقة، والقول على سبيل ادعاء العلم بأن ما بين 38 و42 اشتركوا فى إعداد هذا الخطاب وكأنه اكتشاف ومعرفة ببواطن الأمور، ينفى أن ذلك هو ما يحدث فى كل خطب الرئيس الأمريكى، ليس هذا الرئيس وحده، بل كل الرؤساء.
 وفى كل الموضوعات. وخلال الشهور الماضية لم يكف مسؤول أمريكى واحد عن السؤال لكل من له علاقة بالموضوع: ما هو تصورك عن خطاب أوباما للعالم الإسلامى؟ ولم يكن السؤال ملحًا، لأن أوباما ينوى القيام بحملة للعلاقات العامة، أو لإعطاء العرب والمسلمين بعضا من معسول الكلام، أو لتحسين الصورة الأمريكية بعد فترة سيئة من قيادة جورج بوش، وإنما لأن الرئيس الأمريكى يريد بالفعل أن يصلح العلاقات مع العالم الإسلامى، وأن يحل معضلات تاريخية طال زمانها حتى صارت عبئا على التاريخ والحضارة الإنسانية.
خطاب الرئيس الأمريكى هنا لا يمكن، ولم يحدث أبدا، إلا أن يكون جزءا من فعل وحركة بدأت قبله وسارت بعده، بل هو فعل والتزام فى حد ذاته، وعندما تحدث أوباما عن ميزانيات للتعليم فى باكستان، أو معونات من أجل تحسين أحوال المرأة، أو أزمنة للانسحاب من العراق، أو الموقف من القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وفى تناقض مع الحكومة الإسرائيلية الراهنة.
لم يكن ذلك حملة للعلاقات العامة، وإنما سياسة ترتب مواقف من إسرائيل واللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة، ومفاوضات مع الدول العربية، وحركة من الحلفاء فى أوروبا وبقية العالم. لم ينته التاريخ مع الخطاب، ولكنه بمعنى من المعانى كان قد بدأ، على الأقل لكى يترجم خطابا ومنهجا إلى واقع، وسواء نجح أو فشل فى ذلك فإن الأمر سوف يتوقف على أطراف كثيرة، أخطرها من يريدون الهروب من الموقف والسياسة، بادعاء بقاء الأمور على ما كانت عليه!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.