منذ توليه المهمة فى عام 2006 بينما كانت البلاد لا تزال تبكى الإخفاق فى كأس العالم بألمانيا 2006، وحتى يوم الأربعاء الماضى عندما بات راقصو السامبا على مسافة ثلاث نقاط فحسب من التأهل إلى كأس العالم فى جنوب أفريقيا، حافظ كارلوس دونجا، المدير الفنى للمنتخب البرازيلى، على قدر كبير من الثبات بينما تباينت مسيرته مع الفريق بين الألم والمجد. لكن الأرقام تنحاز إلى جانب قائد المنتخب الفائز بكأس العالم عام 1994 فى الولاياتالمتحدة، حيث يشير تقرير نشره موقع «جلوبو سبورتى» إلى أنه فى 40 مباراة قاد فيها دونجا الفريق البرازيلى كمدير فنى، حقق الفوز فى 26 مباراة، والتعادل فى عشر، ومنى بأربع هزائم، وسجل لاعبوه 82 هدفا، فيما اهتزت شباكهم 26 مرة. كما أن تجربة المحك الأول بالنسبة له فى بطولة كوبا أمريكا عام 2007 فى فنزويلا تُوجت بحصد اللقب. لكن المشوار لم يكن كله ورديًا بالنسبة لدونجا، فإلى جانب الشكوك بخبراته المحدودة كمدير فنى، توالت الانتقادات لاختفاء اللعب الجميل الذى طالما ازدانت به عروض راقصى السامبا. ومع توالى انتقادات «بلد كرة القدم» لأداء منتخبها، ازدادت الأمور سوءا بالنسبة للفريق فى تصفيات كأس العالم حتى تراجع إلى المرتبة السادسة أى أنه كان خارج منطقة التأهل تماما. وجاءت بداية النجاح ودية مع الفوز على البرتغال 6/2 ثم على إيطاليا بطل العالم 2/صفر. حتى جاء يوم السادس من يونيو الجارى، عندما تمكنت الجماهير من الاستمتاع بلذة الثأر وهى تشاهد فريقها يهزم أوروجواى 4/صفر على ملعب «سينتيناريو» بالعاصمة مونتفيديو، بينما كانت تعود بالذاكرة إلى عام 1950 عندما انتزع منتخب البلد المجاور كأس العالم من قلب ملعب «ماراكانا» فى ريو دى جانيرو. لكن الأهم أن تلك النتيجة قادت البرازيليين لاحتلال صدارة التصفيات، وهو ما تأكد الأربعاء الماضى بفوز الفريق على باراجواى 2/1، ليبقى على بُعد ثلاث نقاط من الحلم بأن يحقق فى جنوب أفريقيا ما عجز عنه فى ألمانيا: الفوز بكأس العالم للمرة السادسة. لكن قبل أن يفكر الفريق فى موعد الوصول إلى جنوب أفريقيا، وصل الفريق إلى البلد الأفريقى بالفعل لكن من أجل المشاركة فى كأس القارات حيث يستهل الفريق مشواره بها غدًا الاثنين أمام مصر. ورغم تأكيد دونجا الدائم أنه يفكر فى كأس العالم، فإنه يعى جيدا أن الجماهير البرازيلية فى انتظار انتصارات، كما يعى ضرورة أن يلبى هذا الطموح.
