شهدت الانتخابات الرئاسية العاشرة فى إيران أمس إقبالا جماهيريا غير مسبوق على صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى لفتح المراكز الانتخابية فى جميع أنحاء البلاد، وسط توقعات المراقبين بإجراء جولة إعادة بين المرشحين ال4، الجمعة المقبلة، إذا ما أخفقوا فى الحصول على الأغلبية المطلوبة (05% + 1)، والمتسابقون هم الرئيس الحالى أحمدى نجاد، المدعوم من من المرشد الأعلى للثورة الإيرانى على خامنئى، ومنافسه المعتدل مير حسين موسوى ورئيس البرلمان السابق مهدى كروبى وقائد الحرس الثورى محسنى رضائى. وأكدت وزارة الداخلية، على لسان كمران دانيشجو، رئيس اللجنة الانتخابية، أن هناك إقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع منذ افتتاحها، لدرجة أنه لم يستبعد «تمديد وقت إغلاق المراكز، خاصة أن المشاركة تبدو أكبر من السابق»، موضحا أن «النتائج ستعلن فى غضون 42 ساعة» بعد الإغلاق، وكان دانيشجو توقع مشاركة «قياسية»، وتعتبر نسبة المشاركة عاملا أساسيا لحسم المعركة الانتخابية إذ تحدد ما إذا كان المرشحون سيضطرون لخوض جولة إعادة أم أن أحدهم سيتمكن من تحقيق فوز حاسم من الجولة الأولى. وأفادت التقارير بأن مئات الناخبين تدفقوا إلى «حسينية إرشاد»، أحد مراكز التصويت الرئيسية فى العاصمة طهران، حيث صوت وزير الداخلية السابق على أكبر ناطق نورى، الذى قال إن الإقبال «أكبر من المرات السابقة»، مستشهدا على ذلك بطوابير الناخبين المتراصة أمام مراكز الاقتراع، فى حين يزيد عدد الناخبين على 64 مليون إيرانى، كثيرون منهم يقيمون بالعراق، التى فتحت 21 مركزا انتخابياً لاستيعاب «آلاف» الناخبين وزوار العتبات المقدسة. بينما قال ناصر حقى، ممثل وزارة الداخلية، الذى يشرف على عمليات التصويت فى 01 مراكز فى الحى نفسه، «حتى الآن ونظرا لما شاهدته فإن الإقبال هو ضعف ما كان عليه قبل 4 سنوات». بدوره، أكد أحد مفتشى اللجنة الانتخابية، طالبا عدم كشف اسمه، «أنه أمر غير مسبوق، إنها المرة الأولى التى ينتظر فيها الناس قبل الافتتاح»، وهو ما صدقت عليه إحدى الناخبات (ربة بيت) قائلة إنها قررت التوجه مبكرا إلى مركز «حسينية إرشاد»، وإلا لكنت انتظرت ساعات للتصويت. وبينما قال نجاد، عقب الإدلاء بصوته فى مسجد جنوب شرق طهران، إن زيادة أعداد الناخبين بصورة كبيرة يظهر «الرغبة فى الاستمرار فى طريق الكرامة والتقدم والرخاء»، اعتبر موسوى، فى تصريحات بعد تصويته، إن الحماس الذى أبداه الإيرانيون فى مراكز الاقتراع يعكس رغبتهم فى التغيير، وأضاف «إننى أطلب من كل المؤيدين لى أن يستمروا فى التصويت وإذا فزت سوف أحاول أن أفعل كل ما فى وسعى لحل المشاكل». وشكى موسوى من أن نظام الرسائل النصية فى طهران وبعض المدن الأخرى توقف منذ مساء الخميس وأن بعض ممثليه لم يسمح لهم التفتيش على مراكز الاقتراع، بينما أكدت وزارة الاتصالات أكثر من مرة أن هناك مشاكل تقنية حدثت فى نظام الهواتف المحمولة وقالت أن الجهود مستمرة لاستعادة الخدمة. وكان موسوى حذر من تدخل الحرس الثورى، وميليشيا «الباسيج» الإسلامية، فى الانتخابات لتغيير أصوات الناخبين، وكتب فى رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى للجمهورية «ثمة شهادات تفيد بتدخل عدد من القادة والمسؤولين فى الحرس الثورى والباسيج فى الانتخابات».