أكد رئيس تيار المردة اللبنانى المعارض سليمان فرنجية أن فريق المعارضة مصمم على الحصول على «الثلث الضامن» فى الحكومة اللبنانية الجديدة، التى سيتم تشكيلها فى ضوء نتائج الانتخابات النيابية التى أسفرت عن فوز قوى «14 آذار» الممثلة بالأكثرية الحالية والمدعومة من الغرب، على قوى «8 آذار» المعارضة المدعومة من دمشق وطهران، وأبرز أقطابها «حزب الله» الشيعى. واعتبر فرنجية - الذى فاز ولائحته عن دائرة زغرتا بشمال لبنان - أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان «تدخل بالانتخابات»، قائلا «ننتظر موقفه من الحكومة المقبلة والثلث الضامن». واتهم فرنجية الفريق المنافس باستخدام المال فى الانتخابات. من ناحيته، أكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية عصام أبوجمرة الذى ينتمى الى «التيار الوطنى الحر» المعارض، إصرار المعارضة على «الثلث الضامن» فى الحكومة اللبنانية المقبلة «لمنع فريق الموالاة من الجنوح باتجاهات مضرة بإدارة الدولة أو حياة المواطنين»، وأشار أبوجمرة - الذى خسر الانتخابات عن المقعد الأرثوذكسى بدائرة بيروت الأولى - إلى أن المعارضة لن تتنازل عن حقها فى الحكومة. وفى المقابل، نقلت صحيفة «المستقبل» اللبنانية عن النائب عمار حورى عضو كتلة «المستقبل» التى يرأسها سعد الحريرى - والمنتمية لقوى 14 آذار - قوله «إننا مع حكومة وحدة وطنية ولكن دون ثلث معطل معها». ورأى حورى أن التجربة أثبتت فشل هذا الثلث، وأنه يجب إعطاء الحق للحكومة لأن تأخذ قراراتها حتى يمكن محاسبتها لاحقا. وكانت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية التى أعلنها وزير الداخلية زياد بارود أمس الأول أظهرت فوز قوى 14 آذار، ب71مقعدا على قوى 8 آذار (اقلية نيابية) والتى حصلت على 57 مقعدا فى البرلمان الذى يبلغ إجمالى عدد مقاعده 128. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أعرب مساء أمس الأول عن قبوله نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية «بروح رياضية». وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «القدس العربى»، أمس، أن قوى «14آذار» تريد أن يحتفظ سعد الحريرى، زعيم «تيار المستقبل» بحقه فى رئاسة الحكومة المقبلة، لكن الأوساط القريبة من الحريرى أكدت أنه يميل إلى ترشيح رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتى الفائز فى طرابلس لرئاسة الحكومة كمرشح وسطى ومستقل. وأكدت المصادر ان ميقاتى يشكل توافقا سعوديا - سوريا، وأنه من الصعب ترؤس الحريرى للحكومة قبل انتهاء المحكمة الدولية التى تحقق فى اغتيال والده وتحسن العلاقة بسوريا. ذكرت الصحيفة أنه ينتظر أن تكون الأيام ال10 المقبلة فرصة لتكثيف الاتصالات بشأن الاستحقاقات المقبلة، ومن بينها من سيكون رئيس مجلس النواب المقبل مع الاتجاه إلى استمرار نبيه برى فى هذا الموقع الذى يشغله منذ عام 1992. وفى دمشق، نقلت صحيفة (الوطن) السورية عن مصادر سورية مطلعة قولها إن نتائج الانتخابات تعد «شأنا لبنانيا داخليا لا يستدعى تعليقا مباشرا»، إلا أنها رحبت ب»الأجواء الهادئة» التى جرت فيها العملية الانتخابية فى لبنان. جاء ذلك فيما تواصلت ردود الفعل العالمية على نتائج الانتخابات اللبنانية، حيث هنأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الشعب اللبنانى بإجراء انتخابات «سلمية» ودعت اللبنانيين إلى حل خلافاتهم دون الحاجة إلى تدخل خارجى. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما هنأ الشعب اللبنانى، قائلاً إن واشنطن «ستواصل تأييد لبنان مستقلا ذا سيادة وملتزما بالسلام، بما فى ذلك التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن التابع للامم المتحدة». ومن جانبه، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية - طالبا عدم كشف اسمه - إن نتائج الانتخابات تشير الى ان الشعب يريد دولة ذات جيش وطنى وليس ميليشيات مسلحة. وقال إن واشنطن لا تزال تعتبر حزب الله «منظمة إرهابية» لكنها ستبدل هذا التوصيف إذا قرر الحزب «التزام قوانين اللعبة السياسية الطبيعية». وكشف المسؤول أن السلطات السورية التى تسعى إدارة أوباما الى تحريك العلاقات الدبلوماسية معها، أكدت لمسؤولين أمريكيين أنها «لا تنوى التدخل» فى الانتخابات اللبنانية، لكنه أكد ان سوريا لاتزال تمارس نفوذا فيما يتعلق بقرارات استراتيجية اوسع نطاقا مثل مسألة السلام مع إسرائيل. وقال «سيتحتم فى مرحلة ما فتح مسار لبنانى إسرائيلى». وتابع «شخصيا، لا أعتقد أننا سنرى مسارا لبنانيا إسرائيليا فى المستقبل القريب، ولا أتوقع ان يتقدم اللبنانيون بسرعة اكثر من السوريين».