سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المصرى اليوم» تحاور وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز: نعمل مع مصر لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.. والحوار الاستراتيجى بين البلدين يبحث دور القاهرة «الأمنى»
بعد 8 سنوات من العلاقات الباردة بين القاهرةوواشنطن، بدأت العاصمتان فى اتخاذ خطوت جادة بشأن إعادة الدفء إلى عملهما المشترك والذى بدأ قبل 30 عاماً تقريباً. وجاء انطلاق جولة الحوار الاستراتيجى بين البلدين عقب ثلاثة أيام فقط من خطاب الرئيس أوباما للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة، لتؤكد عناوين كثيرة من التى تضمنها هذا الخطاب، خاصة فيما يتعلق بالعمل المشترك فى ملفات إيران والسودان والعراق والصراع العربى الإسرائيلى. لكن الجولة الجديدة ركزت على موضوعات ساخنة، مثل التعاون الثقافى وتدعيم المجتمع المدنى. «المصرى اليوم» شاركت عدداً محدوداً من الصحف فى حوار مع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، ويليام بيرنز، بعد ساعات من اجتماعه مع الرئيس مبارك وانتهاء جلسات الحوار الذى ترأس الجانب الأمريكى فيه. فى بداية الحوار قال بيرنز إن الرئيس الأمريكى تحدث فى خطابه عن بداية جديدة بين واشنطن والعالم الإسلامى، معتبراً أنه «لدينا فرصة تاريخية جديدة لهذه البداية الجديدة فى العلاقات، وهدفنا فى الحوار الاستراتيجى مناقشة جميع القضايا التى تهمنا مع مصر»، وأشار إلى أن بعض هذه المشاكل هى مشاكل عالمية، مثل المشكلة الاقتصادية أو مشاكل إقليمية مثل العراق وإيران إضافة إلى العلاقات الثنائية أيضاً. وإلى التفاصيل: ■ الحوار الاستراتيجى بين القاهرةوواشنطن تعطل فترة طويلة.. فما هى معالمه الجديدة؟ خاصة أن المجتمع المدنى أصبح عنصراً رئيسياً فيه.. وبموافقة مصرية؟ - نحن نجهز معاً لعناصر الحوار الاستراتيجى وفى الجلسة الأولى، الأحد الماضى، اجتمعت ومساعدة وزير الخارجية فى جلسة ضمت وفدين مصرى وأمريكى بمقر وزارة الخارجية، تبادلنا الآراء فى جميع القضايا، وكذلك استعرضنا الوسائل التى يمكننا العمل بها سوياً وبطريقة فعالة، لأننا نهدف إلى ترجمة هذه المناقشات إلى أفعال حقيقية ونقوم بالتنسيق من الناحية الدبلوماسية لدعم الاستقرار فى العراق وأفغانستان ولتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وفى نفس الوقت لدينا العديد من الموضوعات الثنائية التى نناقشها، مثل المساعدات لمصر والتبادل الثقافى، وأيضاً الموضوعات المتعلقة بالمجتمع المدنى، وأؤكد أننا مستمرون فى حوارنا مع نشطاء المجتمع المدنى، لأن الرئيس أوباما قال فى خطابه بجامعة القاهرة إن هذه من المسائل المهمة بالنسبة للولايات المتحدة. وناقشنا أيضاً وجود خبراء مصريين وأمريكيين للعمل سوياً فى المسائل الأفريقية، ليبحثوا معاً الأوضاع فى السودان والصومال، إضافة إلى عدد كبير من الموضوعات الأخرى، وهذا ليس معناه أننا سنتفق على كل شىء، فمن الطبيعى أن يكون هناك اختلافات فى أشياء، ونحن نكسب كثيراً عندما نستمع إلى الجانب المصرى فى هذه الموضوعات، وأؤكد أن القضايا المشتركة بيننا أكثر بكثير من نقاط الاختلاف. ■ اجتمعتم مع 8 من نشطاء المجتمع المدنى مساء السبت، فماذا قلتم لهؤلاء النشطاء؟ - ناقشنا فى حوار خاص الكثير من الموضوعات، ثم تحدثنا عن خطاب الرئيس أوباما والتحديات التى يواجهها المجتمع المدنى ووسائل دعم الولاياتالمتحدة لأنشطة هذا المجتمع. كما تكلمنا بالتفصيل فى موضوع العراق وكيف يمكننا دعم الاستقرار هناك، فقد كنت فى بغداد قبل شهور، وحدثتهم عن التقدم الأمنى هناك. وأيضاً التحديات التى يواجهها العراقيون، فيما يتعلق بالتسوية السياسية والخطوات التى تتخذها الحكومة المصرية للنهوض بالعراقيين، وناقشنا أيضاً زيارة وزير الدفاع العراقى للقاهرة مؤخراً والخطوات التى تتخذها مصر مع دول الجوار من أجل تقوية العراق من الداخل. ■ الحوار بين مصر والولاياتالمتحدة يشهد دائماً خلافاً فى وجهات النظر فما أهم قضايا الخلاف مع بداية الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجى وما هى نقاط الاتفاق؟ - لدينا قلق مشترك حول قضية التسلح النووى الإيران، والولاياتالمتحدة تعمل بطريقة شفافة حول طرق الاتصال أو الاجتماع مع الإيرانيين، وهناك خوف من دول المنطقة عندما نتحدث عن إيران أو أنه من الممكن أن نبدأ محادثات معهم، لذلك من المهم أن نتكلم بالتفصيل عن استراتيجيتنا واستخدام الدبلوماسية لمعالجة الخطر الذى وضعتنا إيران فيه. وأيضاً لابد أن نقوم باختبار ما إذا كانت طهران لديها برنامج نووى سلمى، ونجبرها على التأكيد للمجتمع الدولى بأن ما تقوم من أعمال نووية هو للأغراض السلمية وهناك فرصة كبيرة لنتحدث بشفافية وصراحة مع بعضنا البعض. ■ الرئيس أوباما تحدث فى خطابه عن دور مصر فى تأمين المنطقة.. ماذا يقصد بذلك؟ - كان يقصد أن مصر تلعب دوراً مهماً جداً فى الأمن الإقليمى وأنها سوف تستمر فى هذا الدور فى السنوات المقبلة، لذلك تعمل الولاياتالمتحدة ومصر معاً، خاصة فى القضية الفلسطينية. ونحن نعمل معاً لتحقيق الاستقرار فى العراق ولدينا مصلحة فى تحقيق الاستقرار فى شرق أفريقيا وفى أفغانستان لأن دور مصر كما سبق وذكرت مهم جداً فى هذه المنطقة، وهذا هو الأمر الأساسى فى الحوار الاستراتيجى.