فى منتصف العشرينيات التقى أحمد رامى بأم كلثوم فإذا به ينصرف عن الشعر إلى نظم الأغنية الدارجة لها فارتقى بهذه اللغة برقى ماتحمله من معان راقية ومشاعر غنية وجعل كلمات الأغنية رسالة إنسانية فى المحبة فارتقى بالأغنية العامية إلى مراتب لم تبلغها من قبل إلا فيما ندر وكانت أولى أغانيه لأم كلثوم هى أغنية (خايف يكون حبك لى شفقة على) لكن هذا لم يحل دون زيارات متقطعة كان يقوم بها لقصيدة الفصحى المغناة ومع وجود أكثر من ترجمة لرباعيات الخيام تظل قصيدته هى الأفضل والأقرب إلى النص الأصلى حيث ترجمها عن الفارسية مباشرة فضلا عن استعانته باللغة الفرنسية، إذ تأمل الترجمة الفرنسية للرباعيات كتب رامى أولى قصائده وهو فى الخامسة عشرة من عمره. وفى عام 1910 نشرت مجلة الرواية الجديدة قصيدة أخرى. نشر رامى أول دواوينه الشعرية عام 1918. وأحمد رامى من أصل شركسى فجده لأبيه الأميرلاى (العميد) الشركسى حسين بك الكريتلى من رجال الجيش البارزين. ولد فى التاسع عشر من أغسطس عام 1892م، فى حى السيدة زينب والتحق رامى بمدرسة المعلمين وتخرج فيها عام 1914 وسافر إلى باريس فى بعثة لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل على شهادة فى المكتبات من جامعة السوربون ونال أحمد رامى تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته جائزة الدولة التقديرية عام 1967 كما حصل على وسام الفنون والعلوم كما نال أيضا وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثانى ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه، كما انتخب رئيسا لجمعية المؤلفين وحصل على ميدالية الخلود الفنى من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصرى حينها أنور السادات حيث منحه درجة الدكتوراه الفخرية فى الفنون. لكن أحمد رامى أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة أم كلثوم ورفض أن يكتب أى شىء بعدها إلى أن رحل عن عالمنا (فى مثل هذا اليوم) 5 يونيو من عام 1981. بعدما قدم لأم كلثوم 110 أغنيات. ومن أشهر هذه الأغانى قصة الأمس ورباعيات الخيام. و«جددت حبك ليه» و«رق الحبيب» و«سهران لوحدى». كما ساهم فى ثلاثين فيلما سينمائيا إما بالتأليف أو بالأغانى أو بالحوار، من أهمها: (نشيد الأمل - الوردة البيضاء - دموع الحب - يحيا الحب - عايدة - دنانير - وداد). كما كتب للمسرح أيضا مسرحية «غرام الشعراء».
