محاولة الموساد الفاشلة لاغتيال خالد مشعل ونشوء حماس تبدو أهمية الكتاب فى توقيته حيث يصدر بعد نجاح نتنياهو مجدداً فى تشكيل ورئاسة الحكومة الإسرائيلية، فى الوقت الذى يضغط فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما على إسرائيل للقبول بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، لكن الحل يبقى مهدداً بصقور تل أبيب من جانب ورؤية حركة حماس من جانب آخر، ويذكرنا هذا الكتاب بالعداء الشخصى القديم الذى تفجر يوم 25 سبتمبر عام 1997 بعد أن سعى نتنياهو أثناء رئاسته الأولى للوزراء إلى اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسى لحماس وزعيمها الحالى) بنوع شفاف من السم الناجع صوبه عملاء الموساد إلى أذنه فى العاصمة الأردنية عمان. ويروى المؤلف الحائز على جوائز صحفية تفاصيل هذه الجريمة من خلال عدد من الشهادات والمقابلات، كما يعيد رواية المفاوضات المعقدة التى قادها العاهل الأردنى الراحل الملك حسين مع كل من واشنطن وتل أبيب بعد أن اعتبر أن ما حدث إهانة شخصية له وتوريط لبلاده برغم اتفاقية السلام التى وقعها مع إسرائيل، والتى وصلت إلى حد التنسيق الأمنى والسياسى فى كل شىء حتى إن الملك حسين كان يستقبل دانى ياتوم رئيس الموساد فى مقره الصيفى فى العقبة، ويناقش كثيراً من الأمور مع قادة الجهاز، لكن أحداً من جهاز الموساد لم يخبره بأى شىء عن العملية، واعتبر الملك لذلك أنه تعرض لخيانة كبرى قال إنه لن يدعها تمر. ويقول ماكجوف إن الملك حسين اتصل بالرئيس الأمريكى حينذاك بيل كلينتون وطلب تدخله، ونجحت ضغوطه فى إطلاق سراح زعيم حماس الروحى الشيخ أحمد ياسين من سجون الاحتلال، كما أدت إلى حصول الأردن من تل أبيب على ترياق لإبطال سم «ليفو - فنتانيل» الذى استخدمه عميل الموساد، عن طريق كاميرا صغيرة أطلقت السم كأنه رصاصة تنطلق من مسدس. ولم يجهد المؤلف نفسه فى استعراض المعلومات الجديدة التى حصل عليها أثناء بحثه فى جريمة الاغتيال، لكنه أوردها ببساطة ضمن سرد ملابسات الاغتيال وما تلاه من مفاوضات فى الأزمة التى جمعت أطرافاً متعددة تجاوزت الأردن وإسرائيل إلى الولاياتالمتحدة، وكذلك كندا التى احتجت بشدة بسبب استعمال عملاء الموساد جوازات سفر كندية، وطلبت أوتاوا تفسيرات من إسرائيل لهذا المسلك الذى تكرر من قبل فى عمليات كثيرة للموساد. كانت صداقة الملك حسين لمبعوث إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبى، إفراييم هالفى، نائب مدير الموساد السابق، واحدة من المعلومات الخطيرة التى أوردها الكتاب دون أن يسرف فى تكرارها، لكنه ساقها ضمن سرد الأحداث فقال إن هالفى وطد علاقته مع الملك حسين على مر السنين، ولما حدثت هذه الأزمة استدعته تل أبيب من بروكسل ليساهم فى تهدئة غضب صديقه الملك، لكن هالفى نصح حكومته بالاستجابة لمطالب الملك حسين حتى لا يتعرض للإحراج العلنى، ورفض نتنياهو بشدة أى استجابة، لكن الوساطات بدأت تتصاعد وتدخل فيها سفير الولاياتالمتحدة لدى الأردن حينذاك وسلى إيجان، ورئيس مكتب وكالة الاستخبارات المركزية فى عمان دايف مانرز، وأمر الملك حسين رئيس شعبة الاستخبارات العامة فى بلاده سميح بطيخى بالتفرغ تماماً للتنسيق مع جميع الأطراف وتصعيد الضغوط فى هذه الأزمة، وبعد وقت قصير رضخ نتنياهو للضغوط الثلاثية التى مارستها أمريكا وكندا والأردن، وقبل بتسليم الترياق وإطلاق الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحى الذى كان يمضى عقوبة بالسجن مدى الحياة فى أحد السجون الإسرائيلية منذ العام 1989. المؤلف : بول ماكجوف عدد الصفحات : 477 الناشر: نيو برس - أمريكا