تمر الذكرى السنوية الأولى لخطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة، الذى قدم فيه الكثير من الوعود لحل القضية الفلسطينية وسط أجواء ساخنة وصاخبة فى الشرق الأوسط، بعد الهجوم الذى شنته إسرائيل على أسطول الحرية المتجه إلى غزة، ومع استمرار الجمود فى عملية السلام يظل السؤال: ما الذى استطاع أوباما تنفيذه من وعوده فى القاهرة لحل الصراع العربى الإسرائيلى؟ وإلى أى مدى وصلت العلاقات المصرية الأمريكية التى شهدت قبل أوباما توتراً كبيراً بسبب انتقادات الرئيس السابق بوش المستمرة لمصر؟ قال الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية إن العلاقات المصرية الأمريكية تتميز بنوع من الاستقرار خلال السنوات الأخيرة، ولم يحدث بها أى تقدم أو تأخر على الرغم من التحيز الكامل والمطلق والواضح لإسرائيل. وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة المصرية تشعر بالإحباط من العلاقات الخاصة المتنامية بين واشنطن وإسرائيل، وهو ما ينعكس على الأمن القومى المصرى، مشيراً إلى تخفيض المعونات الأمريكية لمصر فى الفترة الأخيرة التى من المتوقع أن تقل بشكل أكبر بناء على اتفاق بين الدولتين لإنشاء صندوق مشترك، وقال إن الحكومة المصرية غير راضية عن تقرير الحريات الدينية الذى أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى أن مراكز الأبحاث الأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان لها تحفظات على بعض الإجراءات المصرية ومنها قانون الطوارئ وإطلاق الرصاص على المهاجرين، ومجمل أوضاع حريات التعبير. وأوضح أن الفترة الحالية تشهد نوعاً من التقارب بين القاهرةوواشنطن. وأضافت الدكتورة أميرة الشنوانى، خبيرة العلاقات السياسية والدولية أن العلاقات بمصر فى عهد أوباما أفضل مما كانت عليه فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة، فهى لا تحاول التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر، كما كانت تفعل إدارة جورج بوش بمحاولات فرض الديمقراطية. واستدركت: لكن بالنسبة للقضايا المصيرية خاصة قضية السلام لم يحدث بها أى تقدم لأسباب كثيرة على رأسها اهتمام أوباما بالسياسة الداخلية أكثر من اهتمامه بالشؤون الخارجية للعالمين العربى والإسلامى، وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية فى الأهرام، إن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة تغيرت قبل الخطاب، بمجرد وصول شخص آخر للبيت الأبيض بدلاً من الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، مشيراً إلى أن «أوباما غير معنى بالديمقراطية وبالتالى انتهى عنصر التوتر تقريباً بنسبة 90٪ ولم يبق سوى مجرد شكل، حيث يضطر بعض المسؤولين الأمريكيين من وقت لآخر إلى التعبير عن نوع من الامتعاض من الطريقة التى تتعامل بها الحكومة مع الوضع السياسى فى مصر بطريقة شكلية لرفع العتب أمام المجتمع الأمريكى ومنظمات حقوق الإنسان، للحفاظ على سمعة الإدارة الأمريكية». وأضاف أن وعود أوباما للعالم الإسلامى لم يتحقق منها سوى الجانب الرمزى. ويرى الدكتور عمار على حسن، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط أن العرب قرأوا خطاب أوباما قراءة عاطفية وتصوروا أنه شأنه شأن الحكام العرب، من الممكن أن يقرر ويفعل ما يريد، وهذا غير صحيح لأن يده مغلولة خاصة فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى، التى وصلت إلى درجة من التعقيد حيث لا يمكن أن تحل بمجرد رغبة لدى البيت الأبيض أو أوباما. وأكد حسن أن الحل بيد الأطراف المعنية بشكل مباشر بالقضية، والتى للأسف ليس لديها إرادة الحل، فالعرب منقسمون ولا يتعاملون مع إسرائيل ككتلة واحدة وليس لديهم خيار سوى السلام، وبالتالى ليس بوسع أى طرف دولى أن يؤثر فى حل الصراع. وقالت الدكتورة منار الشوربجى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن هناك مجموعة أسباب وراء عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بشكل عام، وعدم تجميد المستوطنات بشكل خاص. وأضافت: «لكن للأسف استمع العرب للخطاب وانتظروا أن يفعل أوباما شيئاً ولم تظهر مبادرات من الجانب العربى». وقال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن «أوباما أثبت ضعفه أمام النفوذ الصهيونى»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة دولة حاضنة للمشروع الصهيونى، ولا يستطيع أوباما أو غيره ممارسة ضغوط على إسرائيل. وأضاف أنه «لم يكن هناك ضغط عربى ولا خطر على مصالح إسرائيل»، مشيراً إلى أن خطاب أوباما كان مجرد كلمات عاطفية داعب بها الشعوب العربية واستطاع بالكلمات الحصول على جائزة نوبل للسلام.