ما الذى حدث لها؟.. هل احترقت بفعل فاعل، أم «لسعت» بسبب «السيشوار»، أم أن أيمن نور نفسه يلعب بها وفيها، مما قد يؤدى إلى حرقها فعلا؟ أجد نفسى مضطرًا فى البداية - وما أسوأ هذا الاضطرار عندما تريد طرح وجهة نظرك فى قضية تخص معارضًا أيًا كان اسمه - إلى التأكيد على أننى انحزت كثيرًا إلى أيمن نور وتعاطفت معه، وكتبت عنه كثيرًا، لأننا أبناء جيل واحد، بدأنا الصحافة فى بداية الثمانينيات معًا، وكنت أراه جزءًا من النظام، عندما فتحوا له الطريق واحتووه ومنحوه الفرص، ولكن عندما تغيرت خارطة الطريق، لم يفهم أيمن هذا التغيير، فمهّدوا له طريق السقوط، وجعلوه يلف حبل التزوير حول رقبته. أيمن نور كان مشروع سياسى كبير، أخطأ عندما لم يقدر حجم قوته، فجمع الأضداد فى حزبه، معتقدًا أنه قادر على إدارة الجميع من كل الاتجاهات وألوان الطيف السياسى، فكانت نهايته على أيديهم. دخل أيمن نور السجن ثمنًا لأخطائه، ولكنه ظل على الساحة بفضل جريدة «الدستور»، التى كانت تنشر له، و«المصرى اليوم» التى تابعت ونشرت كل أخباره، أما الفضل الأكبر فكان للسيدة الفاضلة زوجته الزميلة جميلة إسماعيل، التى لم تستسلم للسجن الكبير الذى تركها أيمن فيه، فكانت كل صباح تمنحه قُبلة الحياة، مضحية بمستقبلها وسمعتها. خرج أيمن نور من السجن، ولم يتعلم الدرس بما يكفى، لم يمنح نفسه فرصة التقاط الأنفاس وقراءة الواقع.. هرع أيمن نور إلى الحياة محاولاً جنى ثمار سجنه، متناسيًا ومتجاهلاً دور شريكة حياته وسجنه، فجال وصال فى محافظات مصر، زعيم وحيد متوج تراوده أحلام الرئاسة القديمة، مستندًا إلى مشاعر عاطفية لدى الناس ليس لها أى علاقة بقيمته السياسية، أو بقدرته على تحقيق أى وعد أو أى تغيير سياسى.. فجأة التفت أيمن نور ليجد زوجته قد غادرت المنزل، وأعلنت رغبتها فى الانفصال. لم يصدق أيمن.. بالغ، كذب، وأنكر وادعى، لم يخرج إلى الناس ليقول إنه خلاف عائلى يسعى لإصلاحه. رأس أيمن نور لم تستوعب التغيير الذى حدث فى بيته، فاتهم الصحف والأمن، ثم ظهرت حقيقة الأزمة كما نُشرت.. فلم يتوقف أيمن ليراجع أخطاءه ويعيد ترتيب أوراق مستقبله. أيمن نور يرى وجوده الحقيقى على صفحات الصحف.. أيمن يزعم أن مجهولا أصابه فى رأسه ووجهه بمادة حارقة، يتوجه إلى المستشفى، يتصل بالصحف بنفسه، يعلن أنه لن يتوجه للإبلاغ عن الواقعة، سيجلس فى البيت أسبوعين حتى تزول الآثار. لم يستطع الغياب الطويل بعد يومين، أيمن يبلغ الشرطة، يذهب إلى النيابة العامة، فلا ترى أى أثر لحريق، يمكن للنيابة أن تحفظ البلاغ ولكنها اتخذت إجراءاتها. استدعت الطبيبة التى وقّعت الكشف الطبى عليه، قالت إن المستشفى مختص بزرع الشعر، وأيمن قال إنه تعرض للحرق من السيشوار، وإنه يريد زرع 200 شعرة، وسأل عن الأسعار. أيمن لم يكن معه سائقه، كما ادعى فى البداية، كان برفقته الكوافير الخاص به.. الطب الشرعى ناظر أيمن متأخرًا، أيمن كان حريصًا على مرور الوقت وإلا لماذا لم يبادر ويعجل بالإبلاغ. الطب الشرعى حتمًا سيقبل الاحتمالين والأرجح أنه سيميل إلى ما قالته الطبيبة فى أقوالها أمام النيابة. أيمن سيكذب ويكذب، هو فقط يريد أن يتهم الأمن والحكومة ومحمد مصطفى شردى، فأيمن الممنوع قانونًا من ممارسة العمل السياسى، يقول إن ما حدث له بسبب إعلانه ترشيح نفسه للرئاسة ولمجلس الشعب عن دائرة المناخ فى بورسعيد. وكأن ما قاله أفزع الرئاسة والبرلمان وشردى فخططوا له، وهددوا حياته بعبوة لهب وهو يسير بسيارته أو بسيشوار غامض!! أيمن يخطئ كثيرًا، ويدخل معارك جانبية ويثير صخبًا غير مبرر.. أيمن نور، هذا المشروع السياسى - الذى كان كبيرا - عليه أن يهدأ كثيرًا ويمنح رأسه حقها من الاستجمام والتفكير والتنظيم قبل أن تحترق، ليس بفعل فاعل، وإنما بفعل أيمن نفسه!! [email protected]