طالبت قيادات سياسية ودينية الرئيس حسنى مبارك بتأجيل زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى كان من المقرر أن تتم الأحل المقبل، حتى «تهدأ نفسه» عقب وفاة حفيده محمد. ودعا الدكتور منيع عبدالحليم محمود، الأستاذ بجامعة الأزهر، الرئيس مبارك إلى تأجيل زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى تستقر أوضاعه بعد وفاة حفيده. وقال محمود إن تأجيل زيارة الرئيس المرتقبة للولايات المتحدة أمر «طبيعى» لأن الإسلام يطلب من كل راع أو ولى أمر أن يكون فى كامل وضعه الصحى والنفسى الذى يمكنه من إدارة شؤون رعيته، مضيفا: «ومن هنا فإن تأجيل بعض الأعمال حتى يتخذ فيها الرئيس القرار المناسب فيه مصلحة للإسلام والمسلمين خاصة القضية الفلسطينية التى تركز عليها هذه الزيارة». وأعربت الدكتورة سهير عبدالعزيز، الأستاذ بجامعة الأزهر، عن تأييدها الكامل لتأجيل زيارة الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدة وقالت: أؤيد تأجيل زيارة الرئيس للولايات المتحدة لأن القرارات السياسية تحتاج إلى الحكمة التى تعودنا عليها دائما من الرئيس مبارك. وأكد القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى وكاهن كنيسة مارجرجس الجيوشى، أن من حق الرئيس أن يرتاح، وهو الوحيد الذى يستطيع أن يحدد مدة راحته، وفقا لحالته النفسية، وقال «من الطبيعى أن يأخذ الرئيس راحة ويؤجل ارتباطاته حتى تهدأ نفسه خاصة أنه عاش طوال عمره من أجل خدمة البلد». وقال الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، إن الرئيس بشر ومن حقه أن يحزن ويرتاح لتمر هذه الأزمة بسلام، مشيرا إلى أن «شخصية الرئيس مبارك تتسم بالجرأة والقوة خاصة أنها فى الأصل شخصية طيار»، وأضاف «الأشخاص التاريخيون دائما أحزانهم داخلية والرئيس مبارك حسب معرفتى به سيجتاز هذه المصيبة سريعا». وشدد لمعى على أن «مبارك تعلم حمل المسؤوليات الضخمة طوال عمره لذلك فإن عزاءه سيكون خدمة بلده إلى أقصى الحدود». ومن جانبها قالت الدكتورة أمانى قنديل، الباحثة فى علم السياسية، إنها كانت تناقش هذا الموضوع مع عدد من الزملاء العرب فى ورشة عمل حول المجتمع المدنى صباح أمس، وأنها من وجهة نظرها اختلفت مع زملائها العرب، فى أن الرئيس مبارك رجل سياسى وعسكرى ويستطيع أن يتخطى الأزمة ويسافر لزيارة الولاياتالمتحدة، ولكنها رأت أن أى شخص مهما كان مركزه أو مسؤوليته، «يحتاج لوقت حتى يكون قويا نفسيا وصحيا ليستطيع أن يتفاوض ويقف فى المواقف الصعبة». وأضافت من حق الرئيس أن يحصل على بعض الوقت يجلس فيه مع نفسه، ويسترد صحتة حتى يستطيع أن يقوم بأعماله خاصة إن كانت زيارة مهمة مثل زيارته بعد 5 سنوات وعقده لقاءات مع الإدارة الأمريكيةالجديدة. وقالت الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إنه «من الأفضل أن يؤجل الرئيس مبارك زيارته للولايات المتحدة أو ينتظر حتى يقوم الرئيس أوباما نفسه بزيارة مصر 4 يونيو المقبل، وما سيتم من مناقشات مع أوباما فى الولاياتالمتحدة يتم مناقشته فى مصر، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية ستقدر الظروف التى يمر بها الرئيس فى الوقت الحالى. وقال السفير محمد شاكر، نائب المجلس المصرى للشؤون الخارجية إن قرار التأجيل من عدمه عائد إلى الرئيس مبارك وتقديره الشخصى، إلا أنه أوضح أن قرار التأجيل وارد وسيتم استيعابه من الإدارة الأمريكية. وأضاف شاكر أنه فى حالة إذا ما قرر الرئيس تأجيل الزيارة فى إطار هذه الظروف الصعبة التى يمر بها سيتم تدارك الأمر بزيارة أوباما للقاهرة مطلع الشهر المقبل للتباحث مع الرئيس. وأشار إلى أنه يمكن للرئيس أن يرد الزيارة لأوباما فى أمريكا فيما بعد إذا منعته الظروف التى يمر بها الآن من السفر إلى واشنطن وتحمل مشقة جهود المباحثات الأمريكية المصرية هناك.
