أقر نقيب السينمائيين مسعد فودة بأن الفن يواجه أزمة شرسة، وأن رئيس الجمهورية يتجاهل الفنانين بشكل مرفوض تماماً، وأن الفنانين فاض بهم الكيل ويستعدون للعصيان المدنى فى حال استمرار إقصائهم وتكفيرهم وسبهم علناً، وشدد فودة على أن موقف السينمائيين واضح تماماً منذ البداية برفض الدستور، ووجه رسالة للرئيس قائلاً: «لن نربع أيدينا» والفن ليس حراماً، وأذكره بأنه من «قال»: أنا أتابع السينما والأفلام وأحترم صناع الفن فى مصر. وفيما يلى نص الحوار... ■ كيف ترى مستقبل الفن فى مصر فى ظل الأوضاع الحالية؟ - الفن يعانى أزمة شرسة وتعنتاً وإقصاء متعمداً من جانب الرئيس مرسى وحكومته ودستوره، والعديد من الشيوخ خاصمونا وسبونا ولعنونا عبر الفضائيات وهو شىء مهين نرفضه بشدة، ويمارس ضدنا كل أشكال العنف والقهر العلنى وللأسف لم يحرك أحد ساكناً ولم يخرج رئيس الجمهورية ليرفض ذلك. وأقولها لهم جميعاً إن عدد الفنانين يتجاوز المليون، وإننا فاض الكيل بنا ومقبلون على مرحلة خطيرة، ونستعد للعصيان المدنى إذا لم يتم التراجع عن هذه المعاملة غير المقبولة على الإطلاق. ■ ما موقفكم من الدستور؟ - موقفنا واضح تماماً، دعونا إلى «لا» لهذا الدستور المتأخون، وتضامنا مع جميع الهيئات والنقابات المهنية ومعظم الجبهات الثورية، وكنا وسنظل ضد تشكيل الجمعية التأسيسية الأولى والثانية وضد الإعلان الدستورى وضد مسودة الدستور التى تمت كتابتها والناس نيام وحملت بين أوراقها إقصاء غير مسبوق للسينمائيين والفنانين، وخلت بنودها من أى مواد تعيد للسينما حيويتها أو الحفاظ عليها، إنه دستور ضد الحريات النقابية، وتم استبعادنا من أى جولة للحوار الوطنى مع الرئيس وأتساءل لماذا؟ دون إجابة. ■ هل تخشى على الفن؟ - السينما المصرية إحدى أهم محطات الاتصال مع العالم كله، والفنان المصرى رغماً عن الجميع موجود فى الساحة، ولكن ما حدث مع بعض زملائنا من ضرب وإهانة يجعلنى أخاف على الفن من هذه الفئة، وأؤكد أننا صامدون أمام هذا العدوان والعنف لأننا لا نخشى أحداً وأُحمل رئيس الجمهورية المسؤولية لأنه السبب فى إقدام أى فنان مبدع على حمل سلاح ليدافع عن نفسه. ■ فى رأيك ما هو الحل؟ - الحل فى الحوار بالحسنى، فالله عز وجل قال لرسوله «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم»، «وإنك لعلى خلق عظيم» وغير ذلك من الآيات التى تطالب بالتسامح، لكن أن يتم تكفيرنا طول الخط ويقولوا عنا إننا دعار وأنجاس فهو شىء مؤسف يخرج من أفواه البعض للأسف ويطلقون على أنفسهم شيوخاً أمثال «عبدالله بدر» و«وجدى غنيم» وغيرهما. ■ وكيف ستتصرفون مع المليونية التى دعا إليها عبدالله بدر أمام نقابة المهن التمثيلية؟ - تواصلت مع أشرف عبدالغفور، نقيب المهن التمثيلية، ونحاول وضع بنود للحوار السلمى مع كل من يهاجموننا، وأقول للبعض إن العنف يقابله عنف وإن كنت أرفض تماماً أن تدافع القوى الناعمة، وهم الفنانون، عن أنفسهم بهذه الطريقة. ■ وهل حقيقى أنكم تجاهلتم أزمة إلهام شاهين الأخيرة؟ - كلام غير صحيح لأن أحد مستشارى ومحامى النقابة كان ملازما لهذه القضية، وكنت مهتماً مع نقيب الممثلين بهذا الأمر. ■ وما رسالتك للرئيس مرسى؟ - لن نربع أيدينا، والفن ليس حراماً، وأذكره بأنه من قال «أنا أتابع السينما والأفلام وأحترم صناع الفن فى مصر»، وهو ما لم نر منه أى شىء على أرض الواقع.. وأقول له إن مصر على شفا بركان ويجب أن يسعى بأقصى سرعة لحل الانقسام الدموى فى الشارع.. وأن يرسخ لاحترام الآخر وعدم تكفير وتجاهل الفنانين، وأكرر أننا لا نطب مساعدة من الدولة وما نحتاجه أن يعدل ويغير نظرته عن الفن ويكفينا سبابا وشتائم. ■ كيف تدبر النقابة نفقاتها مع توقف عجلة السينما؟ - الحمد لله نوفر شهرياً ما يقرب من 750 ألف جنيه معاشات و400 ألف نفقات علاج، وهو شىء صعب جداً فى ظل هذه الظروف المحيطة ونحاول قدر الإمكان عدم المساس بأموال مجمدة قد نحتاجها فى أوقات مقبلة، ونحاول بقدر الإمكان كذلك أن نعيد الإنتاج السينمائى رغم حالة الخوف والذعر التى تسيطر على البعض، ونعمل حالياً على وضع دراسة جدوى لشركة إنتاج خاصة نساهم فيها بجزء ولو بسيط، ومتوقع أن تبدأ عملها فى يناير المقبل. ■ ولماذا تهاجم وزير الثقافة؟ - نقابة السينمائيين حرة لا تخضع إلى وزارة ومشكلة من أعضائها ومجالس إداراتها، وكنا نأمل أن يعبر وزير الثقافة الذى يحمل صوت مثقفى ومبدعى مصر لدى السلطة عن رفضنا التام لهذا الدستور، وفوجئنا بأنه يسانده وهو شىء لم نقبله. ■ ومن تبغى توجيه رسالة أخرى إليه؟ - قضاة مصر الشرفاء ووكلاء النيابة: لكم جزيل الشكر والتقدير ونحن مطمئنون لوجودكم. ولجبهة الإنقاذ: تماسكوا على موقفكم وتوحدوا على قلب رجل واحد، وللفنانين: لا تخشوا إلا الله ودافعوا عن أنفسكم بكل غال ونفيس. وللبسطاء حزب الكنبة: عليكم دور كبير لأنكم أكثر الناس تضرراً وتعرضاً للظلم والبطش.
