قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الشعب المصري أثبت أنه «لا يقدر أحد على خداعه»، وأنه خرج في الاستفتاء «لاستكمال مسيرة الثورة»، مناشداً إياه عدم الاهتمام ب«وسائل الإعلام المضللة». وخاطب الشعب المصري، في رسالته الأسبوعية، التي نشرتها الصفحة الرسمية للجماعة على «فيس بوك»، الخميس، قائلاً: «أيها الشعب لقد قمت بثورة سلمية عظيمة أبهرت الدنيا، وها أنت تخرج لتكمل مسيرة الثورة في مشهد حضاري للاستفتاء على الدستور في صفوف طويلة وتنتظر ساعات طويلة، لتدلي بصوتك وتعبِّر عن رأيك، وفي ذلك أكبر ردّ عملي على الذين يريدون أن يفرضوا من أنفسهم أوصياء على الشعب». وأشار إلى أن الشعب «ضرب أروع الأمثلة في أنه لا يقدر أحد على أن يخدعه، وأنه ليس إِمَّعَة لمن يمنحون أنفسهم حق الحديث عن شعب عريق لا يمنح ثقته إلا لمن يعرف حق الوطن، ومن يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية، ويضحي بكل شيء في سبيل رفعة الوطن وإعزازه، فيسهر لينام غيره مطمئنًا، ويعمل ويكدح ليسعد غيره، بل يقدم حياته ليحيا وطنه». وناشد «بديع» الشعب أن يقدر نفسه حق قدرها، ويقدم للعالم صورة حيَّة لمصر العظيمة وشعبها العريق، مضيفاً «من حق الإنسانية عليكم أن تتقدموا، لا لنهضة مصر فقط، لكن لتخليص البشرية من ويلاتها وآلامها التي حَلَّت بها بسبب النظام العالمي الجديد الذي يتشدقون به». وأشار إلى أن العالم عانى من المنهج الشيوعي وما زال يعاني من المنهج الرأسمالي، وأنه «كما انهارت النظرية الأولى، ستنهار الثانية بإذن الله تعالى، ولم يَبْقَ للبشرية إلا ملاذهم وحصنهم بمنهاج الله للبشرية»، مؤكداً أن الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، «تنبأ بأن المستقبل للإسلام». وأكد أن البلاد تقف على أبواب هذه «المرحلة التاريخية الفاصلة»، قائلاً: «يقيننا الثابت أن مصر حتماً ستتعافى من كل هذه المحن، وستخرج من هذه المنعطفات إلى قيادة الإنسانية وريادتها، لأن هذه الثورة العظيمة الفضل فيها لله وحده، وكانت بقدر من الله سبحانه وحفظه، وباسم الله كان مجراها، وباسمه سيكون مرساها، وبقوته وجنده وتدبيره ستصل إلى أهدافها، ولا تحتاج من هذا الشعب العظيم إلا أن يُخْلص ويصدق مع الله».
