فى المؤتمر الذى عقده مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تحت عنوان «مصر فى الطريق إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية» والذى طرحت فية مدونة أخلاقية مهنية للتغطية الإعلامية للانتخابات العامة ميثاق الشرف الصحفى والتى أعدها الكاتب الكبير «صلاح عيسى» وهو المؤتمر الذى حظى بحضور نخبة من كبار الكتاب والإعلاميين تولوا التعليق على المدونة وافتتح المؤتمر نقيب الصحفيين الكاتب الكبير «مكرم محمد أحمد»، وقد هاجم نقيب الصحفيين صحف المعارضة وبعض الصحف الخاصة، مؤكدا أنه إذا ما حافظت الصحافة على موضوعيتها يمكن أن نتغير سياسيا مؤكداً على أن الصحفى ليس سياسياً ولم يقل لنا نقيب الصحفيين لماذا تحول كل رؤساء تحرير الصحف القومية وكل رؤساء مجالس إدارتها الى سياسيين ولماذا غابت موضوعيتهم فى غفلة طويلة ولماذا ينحازون بشكل أعمى إلى النظام السياسى وإلى حزبه ولماذا يلونون الحقائق ويتجاهلون الواقع الذى يراه أى مواطن ليل نهار؟ بل والأسوأ أن رؤساء التحرير كانوا يختارون من أصحاب الولاء فصاروا يختارون من أعضاء الحزب الحاكم بل إنهم أو أغلبيتهم صاروا فى التغييرات الصحفية الأخيرة من أعضاء لجنة السياسات، فهل من الممكن أن يطالب نقيب الصحفيين بالفصل بين المهنة والسياسة مالم يطالب أولا بتعيين رؤساء التحرير من أصحاب المهنة وليس من أعضاء الحزب ولجنة السياسات؟ وهل هناك فى هذه الصحف التى هاجمها نقيبنا من ينزلق فى الدفاع عن السلطة السياسية والحزب إلى درجة التردى المهنى والفجاجة والوقاحة للدرجة التى وصل إليها كتاب النظام من رؤساء تحرير الصحف القومية وإذا كانت لم تلفت نظره مثل الصحف المعارضة أو بعض الخاصة، فإننى أدعوه لقراءة الباب الذى يحرره رئيس تحرير «الجمهورية» ليجد فيه عبارات مثل «ياشيخ روح اتلهى» و«روح فى داهية» وسؤاله عن تعيين مرشد الإخوان الجديد وهو طبيب بيطرى، مضيفا «إلا إذا كان حيعالجهم». إن الدور الذى تلعبه الصحف القومية وهو بكل المقاييس دور سياسى منحاز هو السبب الرئيسى فى أن تصدر الصحف وفى ذهنها مواجهة هذا الانحياز وأن تلعب دوراً سياسياً أيضا.. الصحف الجديدة نزلت إلى السوق فى وجود الصحف القومية التى كانت لا تفعل سوى لعب الدور السياسى فهل كان المطلوب أن تبتعد هذه الصحف عن هذا الدور وتتركه لها وحدها؟ إذا كان النقيب يريد إرساء قواعد مهنية فعليه أن يبدأ بالصحف القومية ورؤساء تحريرها قبل أن يهاجم الصحف الأخرى فالصحف القومية ورؤساء تحريرها هم الذين وضعوا المقام وألفوا اللحن فهل تلوم الآخرين إذا ما ساروا على نفس المقام واتبعوا نفس اللحن أم كان المطلوب أن يخرسوا حتى لا يغنى غيرهم؟ [email protected]