عنوان المقال قد يتشابه فقط مع اسم الفيلم المصرى الذى سبق إنتاجه منذ عدة سنوات ولم ير النور من فوق شاشات الفضائيات واختفى فى ظروف غامضة وكان يحكى عن الضربة البحرية الأولى الرائعة التى دمر فيها الضباط المصريون المدمرة الإسرائيلية «إيلات» بالصواريخ فى أكتوبر 1967، ولكن يوم الكرامة الآخر الذى أعنيه هنا هو يوم 25 يناير 1952، فبعد أن ألغى الزعيم مصطفى النحاس باشا معاهدة 1936 فى 8 أكتوبر 1951 تحت قبة البرلمان بعبارته المشهورة «من أجل مصر وقّعت معاهدة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها» كان الرد الفورى لونستون تشرشل رفضه الاعتراف بهذا الانفصال بين مصر وإنجلترا وصرح بأن ما حدث هو إهانة للكرامة الإنجليزية والتاج البريطانى فى الوقت الذى تجلت فيه روح المقاومة الوطنية عندما تطوع المئات من الشباب ضمن كتائب الفدائيين التى كان يتولى تدريبها الفريق عزيز المصرى وبعض ضباط الجيش على فنون القتال وحرب العصابات لمهاجمة معسكرات الإنجليز فى منطقة القناة تحت الإشراف الحكومى لوزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين الذى كانت تعليماته الإصرار على القتال لآخر طلقة بلا تراجع ولا استسلام، وعندما فتح جنود الاحتلال نيران بنادقهم ضد أهالى الإسماعيلية التهبت مشاعر الفدائيين الذين جُرحت كرامتهم وكرامة الوطن ومنعوا قرار الإنجليز فى عزل مدن القناة والتخطيط لحكمها عسكرياً، وبدأوا فى تصعيد هجومهم بنسف مركز محطة اللاسلكى الرئيسية فوق كوبرى «سالا» بالإسماعيلية ثم تحولت باقى مدن القناة الثلاث إلى جحيم فى مواجهة المحتل، مما دفع الإنجليز إلى تدمير كفر أحمد عبده بالسويس، إلى أن كان يوم 25 يناير 1952 عندما حاصرت القوات الإنجليزية مبنى محافظة الإسماعيلية، فتصدى لها جنود بلوكات النظام بشجاعة نادرة مستخدمين بنادقهم العتيقة «اللى أنفيلد» تحت قيادة الضابط مصطفى رفعت وزملائه فى مواجهة المدرعات الإنجليزية، ولم يجد البريجادير أكسهام القائد الإنجليزى إلا الانحناء أمام دفاع الأبطال المصريين الذين ظلوا يدافعون عن موقعهم حتى آخر طلقة، بل إنه أمر كذلك جنوده بأداء التحية العسكرية للجنود المصريين الجرحى عند خروجهم من مبنى المحافظة، وأصبح يوم 25 يناير عيداً للشرطة تمجيداً لهؤلاء الشهداء النبلاء الذين سالت دماؤهم دفاعاً عن وطنهم فى يوم الكرامة المصرية. farouk.metwalley@gmail
