اتفقت الحكومتان المصرية والقبرصية على التعاون فى مجال البحث عن البترول والغاز، خاصة فى المياه العميقة والملاصقة للحدود المصرية القبرصية، فيما دعا خبير بترولي إلى ضرورة الانتباه إلى علاقات قبرص القوية بإسرائيل خاصة فى مجال التنقيب عن الغاز في مياه البحر المتوسط. وقال المهندس أسامة كمال، وزير البترول، خلال لقائه نيوكليس سيليكيوتس، وزير التجارة والصناعة والسياحة القبرصى، رئيس شؤون الطاقة فى الاتحاد الأوروبى، إنه تم الاتفاق على تلبية طلب الجانب القبرصى إرسال فريق عمل مصرى إلى قبرص خلال الفترة القادمة، لبحث كل التفاصيل المقترحة لأوجه التعاون المشترك لوضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع. وأضاف وزير البترول أن الجانب القبرصى طلب الاستعانة بخبرة مصر فى مجال عقد الاتفاقيات البترولية، للبحث عن البترول والغاز، خاصة فى المياه العميقة ودراسات المسح «السيزمى»، وطرح المزايدات العالمية للبحث والاستكشاف فى مجال الخدمات البترولية والحفر والصيانة والتصميمات الهندسية والمقاولات وتشجيع تبادل الخبرات الفنية فى مختلف التخصصات، بالإضافة إلى إمكانية تدريب الكوادر الفنية القبرصية فى مراكز التدريب المصرية المتخصصة. من جانبه أكد الوزير القبرصى «نيوكليس سيليكيوتس» أن الاتفاقية الأولى لقبرص لتحديد المياه الاقتصادية مع الدول المجاورة كانت مع مصر، وتم توقيعها فى عام 2003، بالإضافة إلى الاتفاقية الإطارية التى تم توقيعها فى عام 2006 لتنمية مصادر الهيدروكربون عبر خط المنتصف بين البلدين. وأكد «سيليكيوتس» أهمية هذه الاتفاقيات للبلدين، خاصة فى ظل اتجاه البلدين لتكثيف البحث عن البترول والغاز فى المناطق الحدودية بين البلدين فى البحر المتوسط لتنظيم هذه الأنشطة، لافتا إلى أهمية استمرار الحوار المشترك بين خبراء البلدين للاستثمار فى مصادر الطاقة. وأشار إلى قيام قبرص بإرسال وفد فنى الشهر القادم إلى مصر لبحث كل الموضوعات المتعلقة بذلك، لافتا إلى أن هناك مجالات متنوعة وكثيرة للتعاون بين البلدين خاصة فى مجالات البنية الأساسية لإنتاج البترول والغاز وحماية البيئة البحرية وتبادل الخبرات. من جانبه دعا الدكتور رمضان أبوالعلا، أستاذ هندسة البترول، الحكومة المصرية إلى مراعاة البعد السياسى فى تعاونها من قبرص، مضيفا أن قبرص لديها علاقات متميزة مع إسرائيل فى مجال الطاقة، خاصة البحث عن واستغلال الغاز المكتشف فى المياه العميقة. وأضاف أن قبرص تسعى لجر رجل مصر فى التعاون، بهدف تحييدها وإلهائنا عن طبيعة علاقتها مع الجانب الإسرائيلى، مضيفا أن وزارة البترول عليها التنسيق بشكل تام مع مؤسسة الرئاسة والخارجية، للتعرف على أبعاد أى خطوة تتخذها. وأشار إلى موقف تركيا فى 2008 عندما احتجت بشدة على موقف وزير البترول السابق المهندس سامح فهمى، الذى وقع نفس الاتفاقية التى تعرضها قبرص حاليًا على الجانب المصري، وإرسال وفد فنى للتعاون فى مجال استكشاف الغاز فى المياه العميقة فى البحر المتوسط.
