قضى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ساعة و40 دقيقة، مساء أمس الأول، فى البيت الأبيض أجرى خلالها مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما محادثات لم يتمخض عنها أى دلائل أو مؤشرات على التقدم باتجاه إحياء مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. واكتفى بيان للبيت الأبيض صدر بعد الاجتماع بالقول إن الزعيمين ناقشا «كيفية السير قدما بشأن السلام فى الشرق الأوسط» وبحثا ملف إيران والقضايا الأمنية. وامتنع متحدث باسم نتنياهو عن التعقيب على المحادثات، وألغى لقاء كان من المقرر أن يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلى مع الصحفيين المرافقين له فى رحلته إلى واشنطن أمس. وقبل ساعات من اجتماعه مع أوباما، حث نتنياهو علنا الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» على استئناف المفاوضات فورا والتخلى عن المطالبة بوقف البناء فى المستوطنات اليهودية أولا. وقبيل الاجتماع، قال مسؤول إسرائيلى كبير إن نتنياهو يعتزم أن يبلغ أوباما أن إسرائيل جادة فى رغبتها فى التفاوض وأنها مستعدة لأن تكون «سخية فى تقييد البناء» فى المستوطنات فى الضفة الغربية من أجل إعادة إطلاق محادثات السلام. وقبل ساعات من مباحثات أوباما ونتنياهو، أكد البيت الأبيض أنه لايزال متمسكا بوقف الاستيطان اليهودى وأن موقفه لم يتغير بهذا الشأن.. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: «إن سياسة حكومة الولاياتالمتحدة منذ عقود هى: كفى استيطانا، والأمر ليس جديدا على هذه الإدارة». وفى نفس السياق، حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل من أنها ستضطر فى نهاية المطاف إلى التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى حال لم تأخذ العملية السلمية على محمل الجد. وقال عريقات إن أبومازن قد يستقيل قبل الانتخابات الفلسطينية المقبلة وعندها سيتولى رئيس البرلمان الفلسطينى عزيز دويك عن «حماس» مهام منصبه. جاء ذلك فى الوقت الذى حظرت فيه وزارة الداخلية فى الحكومة الفلسطينية المقالة التى تديرها «حماس» أمس أى نشاط للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية فى قطاع غزة، وأعلنت بوضوح أنها ترفض إجراء الانتخابات دون توافق. وقال الناطق باسم الوزارة إيهاب الغصين : «نعتبر أن عمل لجنة الانتخابات ممنوع ومحظور ونؤكد أننا سنمنع أى استعدادات للانتخابات بكل طريقة ممكنة كما أننا سنحاسب كل من تثبت مساهمته فى عملية الانتخابات أو الإعداد لها». وترفض لجنة الانتخابات المركزية حتى الآن إعلان هذه الإجراءات المتخذة من حكومة «حماس» لأسباب غير واضحة، لكنها نفت قبل يومين نيتها رفع توصية للرئيس الفلسطينى بإرجاء موعد تنظيم الانتخابات لاستحالة إجرائها فى الضفة والقطاع، وأصدر أبومازن مرسوما بتحديد موعد الانتخابات فى 24 يناير المقبل دون توافق مع «حماس» التى أعلنت رفضها له واعتبرت القرار «غير قانونى وغير دستورى». وفى سياق متصل، طالب منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية ماكس ويل جيلارد بضرورة السماح بإدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار غزة عشية حلول فصل الشتاء، وقال إن الناس فى القطاع يعانون بشكل كبير، خاصة مع قدوم الشتاء فضلا عن أن وضع الأطفال والنساء مأساوى بعد الحرب الإسرائيلية عليهم.