افتتح أمس مهرجان الأردن الخامس للأفلام القصيرة والذى تعلن جوائزه فى حفل الختام يوم السبت القادم، وتنظمه تعاونية عمان لصناع الأفلام مع الصندوق العربى لدعم الثقافة والفنون والوكالة الإسبانية للتعاون الثقافى، ويديره المخرج الأردنى حازم بيطار. مثل ملك المغرب الشاب محمد السادس، فإن ملك الأردن الشاب عبدالله الثانى يهتم بالسينما، وتطوير صناعة السينما فى بلاده، وكذلك جمهور السينما من خلال المهرجانات، ومع تولى كل منهما الحكم بدأت السينما فى المغرب والأردن مرحلة جديدة بكل معنى كلمة جديدة، وفى هذا الإطار يأتى مهرجان الأردن الخامس للأفلام القصيرة، والذى افتتح فى نفس يوم افتتاح مهرجان القاهرة. ينظم المهرجان مسابقتين إحداهما دولية والأخرى عربية بنفس المنطق الذى أصبح سائدًا فى المهرجانات العربية ماعدا مراكش، ولا يوجد بالطبع ما يحول دون ذلك فى أى مهرجان، ولكنه يفقد أى مهرجان دوليته، فمن البدهى أن الغرض من المهرجانات الدولية تنمية القدرة التنافسية بين الأفلام المحلية والأفلام العالمية لكى تصل المحلية إلى المستوى العالمى، ومن البدهى أن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان محلى أى للسينما المصرية أو المغربية، يختلف تمامًا عن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان إقليمى، كما يختلف عن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان دولى، وكيف تتطور السينما العربية بعيدًا عن السينما العالمية. يعرض المهرجان فى مسابقته الدولية 20 فيلمًا من 16 دولة من أوروبا وآسيا والآمريكتين (3 من بريطانيا، و2 من كل من روسيا وإيران، وفيلم واحد من كل من إسبانيا وإيرلندا والدنمارك وهولندا والسويد واليونان وإيطاليا وسنغافورة وتركيا والهند والولايات المتحدة وكندا وشيلى) ويعرض فى مسابقته العربية 20 فيلمًا من 13 دولة (4 من مصر، و3 من الأردن، و2 من كل من المغرب وفلسطين، وفيلم واحد من كل من سوريا ولبنان والسعودية وسلطنة عمان والإمارات والبحرين، وفيلمان من استراليا ونيوزيلندا لمخرجين عرب أو من أصول عربية). ومن الأخطاء المنهجية فى مهرجانات العالم العربى، وبعض مهرجانات العالم أيضًا، نسبة الفيلم إلى جنسية مخرجه، وليس إلى جنسية شركة منشأ الإنتاج، وهناك فرق بين الخطأ ووجهة النظر، فالفيلم قد يعبر عن هوية ثقافية غير هوية بلد الإنتاج، ولكنه يظل جزءًا من تاريخ السينما فى بلد الإنتاج، وليس جزءًا من تاريخ السينما فى البلد الذى ولد فيه، أو هاجر منه، وإلا لتطلب الأمر اعادة النظر فى كل تاريخ السينما. [email protected]