وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما تحذيرا إلى الإسرائيليين بأنهم لن ينعموا بالأمن ما دام الفلسطينيون فى وضع يائس، مشددا على دعمه لحل الدولتين، بينما طالب الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز الفلسطينيين بأن يستأنفوا مفاوضات السلام، قائلا إن «سلاما منقوصا خير من حرب دموية لا تنتهى». وجدد أوباما فى مداخلة مسجلة بثت عبر شاشة عملاقة فى الذكرى ال14 لرحيل رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق اسحق رابين أمس الأول دعمه لحل يقوم على مبدأ «دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن»، وقال أوباما «لن تنعم إسرائيل بالأمن ما دام الفلسطينيون فى وضع يائس»، مشددا على أن «صلات الولاياتالمتحدة مع حلفائنا الإسرائيليين لا تراجع عنها» مؤكدا دعم الإدارة الأمريكية للدفاع عن إسرائيل. وأضاف «لن نتنازل أبدا عن هدفنا المشترك، سلام عادل ودائم فى إسرائيل وفلسطين والعالم العربى»، وقال «إن الأمر متروك لنا لمواصلة عمل رابين نحو السلام»، مستشهدا بعبارة رابين التى قال فيها إن المعركة الوحيدة التى كان يشعر بسعادة للقيام بها هى معركة السلام. وفى المقابل، طالب بيريز الفلسطينيين بعدم التخلى عن عملية السلام ودعاهم فى كلمته فى ذكرى تأبين رابين، إلى مواصلة جهود السلام واستئناف المفاوضات المعلقة منذ أواخر العام الماضى وقال للفلسطينيين «إن سلاما منقوصا خير من حرب دموية لا تنتهى، من يرفض حل الدولتين، لن يتمكن من تحقيق حلم الدولة الواحدة، بل سيجلب علينا حربا واحدة لا دولة واحدة، حربا دموية لا تنتهى». وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن تزايد المخاوف داخل الحكومة الإسرائيلية إزاء إمكانية إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 من جانب واحد، وهو الأمر الذى ربما يقره مجلس الأمن الدولى. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو طلب مؤخرا من الإدارة الأمريكية معارضة هذا الاقتراح، على خلفية التقارير التى وصلت إلى إسرائيل عن دعم لهذا الإعلان من جانب دول أوروبية كبرى وربما من بعض المسؤولين الأمريكيين. وذكرت الصحيفة أن التقارير كشفت أن رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض توصل إلى تفاهمات سرية مع إدارة أوباما حول الاعتراف الأمريكى بالدولة الفلسطينية المستقلة بما يعنى اعتبار أى تواجد إسرائيلى داخل الخط الأخضر وحتى القدس توغلا غير قانونى مما يسمح للفلسطينيين باتخاذ إجراءات مضادة فى إطار الدفاع عن النفس. ومن جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك «نحن أوقفنا بناء مستوطنات جديدة لكننا مستمرون فى عملية توسعتها، وأنا ضد وقفها ولا بديل عنها، ولن نوقف النمو الطبيعى لأى مستوطنة» مطالبا الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بأن يتفهم موقف إسرائيل من الاستيطان. ومن جهة أخرى، قال محللون عسكريون إسرائيليون «إن تجربة صاروخية أجرتها حركة حماس مؤخرا على صاروخ يصل مداه إلى 60 كيلو مترا بإمكانه الوصول إلى قلب تل أبيب، مما يشير إلى وجود ترسانة صاروخية إيرانية الصنع تم تهريبها إلى قطاع غزة ويجرى تخزينها لأى مواجهة عسكرية مقبلة»، بينما أعلن الكولونيل شيليك سوفر، رئيس قسم الدفاع المدنى فى الجيش الإسرائيلى المكلف بسلامة المدنيين أنه سيتم خلال عامين اعتماد نظام لتحذير سكان بعض المناطق فى إسرائيل قبل أن تستهدفهم الصواريخ التى تطلق من غزة أو لبنان، موضحا أن الجهاز الجديد يستطيع أن يكشف مسبقا عملية إطلاق صاروخ ومكان سقوطه ويتم إبلاغ سكان المنطقة بذلك عبر هواتفهم النقالة.