فى خطوة قد تنزع فتيل خلاف حدودى يوتر العلاقات الحساسة بين البلدين، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية، على الدباغ، أمس، أن القوات الإيرانية انسحبت جزئياً من بئر نفطية متنازع عليها بين طهران وبغداد، موضحاً أن مجموعة صغيرة من القوات الإيرانية التى كانت سيطرت الجمعة الماضى على البئر- التى يعتبرها العراق جزءاً من حقل «الفكة» النفطى- لم تعد مسيطرة عليه. وتابع الدباغ «جرى إنزال العلم الإيرانى.. تراجعت القوات الإيرانية 50 مترا لكنها لم تعد أدراجها». وكان عسكريون وتقنيون إيرانيون سيطروا الجمعة الماضى على البئر رقم «4» على الحدود بين البلدين، فى أول حادث خطير بين الجارين منذ سقوط نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى 2003. وبينما أكد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، ان «البئر تقع فى حقل (الفكة) النفطى العراقى الذى يمثل جزءاً من 3 حقول يقدر مخزونها ب55.1 مليون برميل، أقرت إيران، أمس الأول، بالاستيلاء على البئر النفطية، لكنها أكدت أن البئر تقع داخل الأراضى الإيرانية، وحاولت التقليل من حدة الخلاف الدبلوماسى. كانت الحكومة العراقية، التى عقدت اجتماعاً أمنياً طارئاً أمس الأول، استدعت السفير الإيرانى فى بغداد، حسن كاظمى قمى، لمناقشة الأمر، وقال متحدث باسم السفارة إن السفير أبلغ الجانب العراقى أن لجنة مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل هذه المشاكل، وأضاف «سنحل هذه القضية بطريقة دبلوماسية». وقالت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية إن وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى، ونظيره العراقى هوشيار زيبارى، ناقشا فى اتصال هاتفى أمس الأول «سوء تفاهم» وقع بين حرس حدود البلدين، مؤكدين الحاجة لتنظيم لقاء بين مسؤولين من البلدين «بنية تنفيذ الاتفاقات الحدودية الثنائية».