حملت القاعة التى تزينت أمس للقاء الرئيس مبارك بشيوخ القضاة احتفالا بمرور 25عاما على إعادة إنشاء مجلس القضاء الأعلى، اسم واحد من أهم وأبرز الشخصيات فى تاريخ القضاء المصرى بشكل خاص وفى الحياة السياسية بشكل عام، هو عبدالعزيز باشا فهمى، أول رئيس لمحكمة النقض المصرية، أول رئيس لمجلس القضاء الأعلى. ولد عبدالعزيز فهمى فى 23ديسمبر 1870 فى القرية ذاتها التى ولد فيها الرئيس مبارك «كفر مصيلحة» بمحافظة المنوفية، وكان ثالث الثلاثة الذين سافروا إلى لندن لعرض مطالب المصريين على المعتمد البريطانى مع سعد زغلول وعلى شعراوى، تخرج فى كلية الحقوق عام 1890كان هو أول من وضع مشروعا للدستور المصرى عام 1920. فى عام 1926 تفرغ فهمى للمحاماة وتم ترشيحه لرئاسة محكمة الاستئناف وكان رئيس الاستئناف يسمى وقتها شيخ القضاة، لكنه استقال منها عام 1930 بعد أن فوجئ وهو يقرأ الصحف فى سيارته متجهاً إلى عمله، بأحد أعضاء مجلس النواب يسأل عن راتب رئيس المحكمة وكيف يتساوى مع راتب الوزير، فتوجه إلى قصر عابدين وطلب مقابلة الملك، وأخبر رئيس الديوان الملكى بأنه يريد أن يقدم استقالته لأنه اعتبر السؤال عن راتبه من عضو البرلمان تدخلاً فى السلطة القضائية، بعدها تم إنشاء محكمة النقض ورشح لها واختتم بها عمله القضائى. وفى عام 1928، ولد الرئيس مبارك فى شارع حمل اسم عبدالعزيز فهمى بكفر مصيلحة وتلقى تعليمه الابتدائى بمدرسة حملت ذات الاسم «عبدالعزيز فهمى الابتدائية»، وصرح أكثر من مرة أنه عرف فى يوم من الأيام سياسياً عظيماً اهتم بشؤون قريته وقدم نموذجاً للإصلاح التعليمى فيها حيث لم يبق فيها عاملا واحدا. كانت له عدة مواقف بارزة أثناء عمله بالقضاء كان أشهرها وأهمها الحكم الشهير الذى أدى إلى إسقاط حكومة إسماعيل صدقى عندما تضمن عبارة «إجرام فى إجرام» ويروى الدكتور والمؤرخ محمد الجوادى قصة ذلك الحكم قائلا: «عندما تم قتل مأمور البدارى على يد معتقلين سياسيين كان قد جرى تعذيبهم فى القسم واعترفوا بأن المأمور كان يدخل العصا فى دبورهم فقتلوه، وحكم عبدالعزيز فهمى بالإعدام على الجناة إلا أنه أصر أن تتضمن حيثيات الحكم أن جزاء ذلك المأمور كان القتل لأن ما فعله بهؤلاء الشبان كان إجراما فى إجرام، بعدها اضطر على ماهر، وزير الحقانية، آنذاك على تقديم استقالته ثم سقطت بعده وزارة إسماعيل صدقى بأكملها». وأكد الجوادى أنه فى الوقت الذى عين فيه عبدالعزيز فهمى رئيسا للنقض لم يكن هناك من هو أجدر منه بالحصول على هذا المنصب، مشيرا إلى أن تاريخ القضاء لم يشهد أنبه من القانونيين الثلاثة الذين اشتهروا فى ذلك العهد وهم عبدالعزيز فهمى وعبدالحميد فهمى وعبدالرازق السنهورى.