تعرض حسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر السابق، الذى خرج من السجن مساء الجمعة ، بعد الحصول على حكم بالبراءة فى موقعة الجمل، إلى أزمة قلبية حادة، السبت، أمام قبر ابنه بعد نوبة بكاء شديدة دخل على إثرها الرعاية المركزة فى أحد المستشفيات. كان «مجاور» توجه بعد خروجه، مساء الجمعة ، بصحبة أبنائه إلى منزلة بمنطقة المعادى بمرافقة أهله وأقاربه من الدرجة الأولى، وظل معهم حتى الصباح وهو فى حالة صحية متردية - حسب تأكيدات ابنته إيمان- التى قالت ل«المصرى اليوم»: «والدى تعرض لضغوط شديدة خلال الفترة من حكم المحكمة وحتى الإفراج عنه». وتابعت: «أبى ظل طيلة ليل الجمعة يبكى شقيقى الراحل، ويتذكر مواقفه معه، وكان مصراً على أن يتوجه إلى القبر فى المساء لولا إقناعه بأن ينتظر إلى الصباح، وفى الصباح توجهنا وبعض أفراد العائلة، إلى مدافن البساتين حيث يوجد نجله الراحل»، مؤكدة أنه بمجرد وصوله إلى «القبر» دخل فى نوبة بكاء شديدة، حتى سقط مغشياً عليه، وتم استدعاء الإسعاف ونقله إلى أحد المستشفيات، وبعد إجراء الكشف عليه تبين تعرضه لأزمة قلبية حادة تم إدخاله العناية المركزة على إثرها. وكان من المقرر أيضاً مثول «مجاور»، اليوم، أمام جهاز الكسب غير المشروع بتهمة تضخم الثروة. وأجرت «المصرى اليوم» حواراً مع «مجاور»، بعد ساعتين فقط من خروجه من السجن وقبل تعرضه للأزمة القلبية أكد خلاله أنه برىء من دم الشهداء والمصابين، ويدعو الله أن تظهر الحقيقة ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، وفيما يلى نص الحوار. ■ كيف كانت حياتك فى السجن؟ - كانت جحيماً، خاصة أننى مظلوم ولم أرتكب جرماً أستحق دخول السجن بسببه، وعندما يكون الإنسان مظلوماً لا يكون له ملاذ غير الله، والسجن فى كل الأحوال سجن ويكفى الإحساس بالظلم داخله، والإنسان لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ولا يستمع له أحد فى ظل حملات التشهير والنيل من السمعة. ■ ما رأى رموز النظام السابق فى الثورة؟ - جميعهم لم يكونوا مصدقين ما يحدث، و«محدش كان فاهم حاجة». ■ ماذا عن علاقاتك بابنى مبارك داخل طرة؟ - لم تكن هناك معاملات بينى وبينهما فى الفترة التى تواجدت بها فى سجن المزرعة، ولم أكن ألتقيهما سوى داخل مسجد السجن، حيث كنت أمضى وقتاً طويلاً بداخله ولم يكن بينى وبينهما أى معاملات سوى السلام فقط، ولم نكن نتحاور فى أى شىء، وكنت دائماً أتذكر تحذيراتى لهما من تردى الأوضاع العمالية والسياسية والاقتصادية إلا أنه لم يكن أحد يسمع. ■ كيف استقبلت أخبار وفاة نجلك وشقيقك وزوجتك؟ - أحتسبهم عند الله - وسكت قليلاً واختنق صوته- يكفى أنهم رفضوا خروجى لأرى ابنى قبل دفنه أو تلقى العزاء فيه وفى شقيقى وزوجتى. ■ هل تتوقع إعادة المحاكمة فى موقعة الجمل؟ - هذا أمر يخص المحكمة والقضاء، لكنى والله العظيم وبحق جلالة الله، وزيارتى لبيته، لم أشارك فى قتل أو التحريض على الثوار، وعندما خرجت فى مظاهرة يوم الموقعة لم يكن للدفاع عن حسنى مبارك أو المطالبة ببقائه، وإنما كنا نعبر عن رغبتنا فى استقرار البلد، خاصة أننا كنا متأكدين أن مبارك سيرحل، وكنا نود أن يحدث انتقال هادئ للسلطة ولكن الأمور مشت فى اتجاه آخر. ■ ماذا عن اتهامات الكسب غير المشروع؟ - هذا اتهام سياسى، ومش عارف ليه هما عايزين يدخلونى السجن تانى، والله لم أفعل شيئاً خطأ، وكل فلوسى معروف مصادرها، كما أنى لا أملك ثروة يمكن أن أحاسب عليها وكل ممتلكاتى سأتقدم لجهات التحقيق ببيان بها وبمصادرها. ■ فى اعتقادك، لماذا يريدون إدخالك السجن؟ - لا أعرف. ■ هل أنت على خلاف مع الإخوان؟ - لا توجد بينى وبين الإخوان أو غيرهم أى خلافات، فأنا كنت زميلاً لكثير منهم داخل البرلمان ومنهم الرئيس مرسى نفسه، الذى أتمنى له التوفيق فى إدارة شؤون البلاد. ■ هل تتوقع الإدانة فى اتهامات تضخم الثروة؟ - إدانة على أى شىء، لا توجد لدى ثروة أو أموال كما يحاول البعض الترويج وأى حاجة عندى عاوزين ياخدوها لن أعارض. ■ بدأ الإخوان السيطرة على التنظيم النقابى فهل تنوى العودة لممارسة العمل النقابى أو السياسى؟ - لا علاقة لى بالسياسة أو العمل النقابى أو غيره، أنا خلاص زهقت وقررت اعتزال العمل السياسى والنقابى، ولن يكون لى أى علاقة بأى شىء، وأى حد عايز يسألنى فى شىء أو مشورة لخدمة البلد أنا تحت أمره. ■ هل تنوى السفر للخارج والإقامة فى دولة أخرى مثلما فعل بعض رموز النظام السابق؟ - ليه؟ أنا لن أترك مصر ولن أخرج منها، أنا خدمت البلد دى بدمى ولحمى وأعشق ترابها، ولم أتأخر يوماً فى تقديم أى شىء لها، ولم آخذ منها شيئاً كما يحاول البعض تشويهى، وأنا باقول للناس دول سيبونى فى حالى كفاية اللى أنا فيه. ■ كيف عن تفكيرك فى المستقبل؟ - لا أبغى سوى طاعة الله ورضاه عنى، والعيش بهدوء بعيداً عن أى صراعات. ■ ماذا تقول لأهالى الشهداء والمصابين؟ - ربنا يلهمكم الصبر والسلوان، وأنا أب فقد ابنه، ويعرف جيداً شعور من فقد ابنه، وربنا سوف «يقتص» لكم من كل اللى خططوا للنيل من أولادكم، واعلموا أن قصاص الله ليس فوقه قصاص، وإن شاء الله الحقيقة ستظهر وينال كل مجرم جزاءه.