خيمت اجواء الفوضى ومخاوف الفشل بسبب الخلافات العميقة بين وفود الدول المشاركة فى مؤتمر المناخ الدولى فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن قبل ساعات من اختتام الاجتماعات بحضور قادة 120دولة سيخوضون اليوم محادثات ماراثونية لإنقاذ المؤتمر وسط توقعات بألا يسفر عن اتفاق يرضى جميع الأطراف فى الوقت الذى تزايدت فيه حدة المظاهرات المطالبة ب«العدالة للمناخ» فى عدة عواصم عالمية منددة بعدم التوصل إلى حل لإنقاذ كوكب الأرض. وذكرت العديد من وسائل الإعلام الدنماركية استنادا إلى مصادر حكومية، أن الدنمارك تخلت عن هدفها بشأن التوصل إلى اتفاقية شاملة بشأن المناخ بسبب الإخفاق فى تقريب وجهات النظر بين الدول المشاركة حول البرامج المستقبلية لحماية المناخ وقالت مصادر من الوفد الدنماركى إن جميع محاولات التوصل إلى حلول وسط فى المفاوضات باءت بالفشل، ومن المرجح أن تقتصر مفاوضات 120 من رؤساء الدول والحكومات المنتظر مشاركتهم فى القمة، على البيان الختامى فقط. وتزايدت سخونة أجواء المؤتمر بعد توقف المحادثات أمس الأول لمدة 9 ساعات إثر وقوع مشاحنات بشأن طبيعة الوثائق التى يجب اعتمادها كأساس للمحادثات، وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية «بى بى سى» أمس «الخميس» أن المحادثات استؤنفت بين المندوبين المشاركين فى المؤتمر، بعد أن تعهدت بعض الدول المتقدمة، وبشكل أساسى اليابان، بتقديم خمسة مليارات دولار أمريكى سنويا كمساعدات للدول الفقيرة فى حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ خلال القمة، إلا أن طوكيو ربطت تفعيل تعهدها والعمل به بشرط إحراز إنجاز سياسى ينجم عنه اتفاق عالمى بشأن المناخ. وحذر العديد من وفود الدول المشاركة فى المؤتمر بفشله مع تخفيض سقف توقعات التوصل إلى اتفاق ملزم يرضى جميع الأطراف وينهى الخلافات بين الدول الغنية والدول الفقيرة التى رفضت الفمقترح الدنماركى كمسودة ختامية، بينما اتهمت الصين الدولة المضيفة بإعداد مسودة اتفاق بشكل منفرد وفرضه على باقى الدول دون التشاور معها، وطالبت بإعداد مشروع قانون جديد، وبينما قد يجد قادة ورؤساء 120 دولة مسودة اتفاق تحتوى على خيارات غير مكتملة بدلا من وجود وثيقة نهائية مكتملة مما يكشف عن الانقسامات السائدة فيما أكد مسؤولون دنماركيون أنهم يسعون لتبسيط صيغة الوثيقة لعرضها على قادة الدول المشاركة لحسم الخلافات، وقال الوزير الدنماركى كونى هيدجارد: «نفضل تشكيل مجموعة مصغرة من الوزراء للجلوس معا وبحث النص»، ورد رئيس الوفد الصينى برغبة بلاده فى مشاركة جميع الدول بطريقة مفتوحة وشفافة، بينما أكد وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميلباند بأن المحادثات على حافة الخطر. وبينما عرضت إثيوبيا خطة تمويل على الدول النامية لمكافحة الاحتباس الحرارى تبلغ 50 مليار دولار فى 2015، و100 مليار فى 2020 وهى أقل من طموحات الاتحاد الأفريقى والدول النامية ولكنها تتفق ومقترحات الاتحاد الأوروبى، هاجم رئيس زيمبابوى روبرت موجابى النمو التسلطى للدول الغنية التى تقتل الفقراء محذرا من كارثة عالمية، بينما قلل الرئيس البوليفى إيفو موراليس من توقعاته بشأن التوصل إلى اتفاق بسبب مناورات بعض القوى متعددة الجنسيات التى تحول داخل القمة دون الوصول إلى اتفاق. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الأخبار حول المناخ ليست جيدة وإن التعهدات التى قدمتها الدول الغنية ليست كافية وإن الاقتراح الأمريكى لا يرقى إلى الحد المطلوب حيث تعهدت واشنطن بخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون 4% مقارنة بمستويات 1990. وفى المقابل، رفض الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى التفكير فى فشل المؤتمر معتبرا أن الفشل سيكون كارثيا، متوقعا أنه يمكن التوصل إلى نتيجة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مطالبا الصين بالتحرك فى الاتجاه الصحيح حول تحفظاتها، وأن نجاح المؤتمر يتمثل فى موافقة جميع الدول على خفض درجة الحرارة بمعدل درجتين مئويتين وتخفيض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون 50% بحلول 2050، وتوفير الدعم اللازم للدول النامية، بينما قالت سكرتيرة الدولة الفرنسية لشؤون البيئة شانتال جوانو إن المحادثات فى جمود تام. وبعد نحو 9 أيام من انطلاق المحادثات لم يحقق المؤتمر سوى نجاحا محدود بشأن تقديم مساعدة فورية إلى الدول الأكثر فقرا تبلغ 10 مليارات دولار سنويا لمواجهة التغيرات المناخية، بينما أعلن الاتحاد الأوروبى أنه سيوفر وحده مبلغاً مماثلاً إذا تم التوصل إلى اتفاق، بالإضافة إلى التوصل إلى حل وسط بشأن حماية الغابات، فيما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن بلادها ستقدم 100 مليار دولار سنويا حتى 2020 لمكافحة الاحتباس الحرارى، بينما أعلنت اليابان زيادة قيمة التزاماتها من المساعدات المناخية إلى 19.5 مليار دولار حتى 2012 للدول النامية. وبدوره، يتوجه أوباما صباح اليوم الجمعة إلى المؤتمر لحضور جلسته الختامية ودعا إلى التوصل إلى اتفاق له أنياب سياسية ويمكن العمل به يجعل الدول تخفض انبعاثاتها الغازية قبل وضع معاهدة ملزمة العام المقبل. وبعد إعلان الصين أنها ستخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى من 40-45% حتى 2020 مقارنة بمستويات 2009، وهو ما شدد عليه رئيس الوزراء الصينى وين جيباو قبيل توجهه إلى المؤتمر، قالت صحيفة الشعب الصينية إن بكين ستستثمر 300 مليار دولار لحماية البيئة حتى 2015 بينما أكد مسؤول صينى يشارك فى المؤتمر أن بلاده لا تتوقع التوصل لاتفاق قابل للتطبيق، وكانت الصين والولايات المتحدة أكبر دولتين ملوثتين للبيئة قد أعلنتا موقفهما السابق مجددا مما أثار انتقاد الاتحاد الأوروبى حيث شكك رئيس الوزراء السويدى الذى ترأس بلاده الاتحاد فى إمكانية بلوغ مؤتمر كوبنهاجن أهدافه المعلنة بتخفيض درجة الحرارة بمعدل درجتين.