جاء الخريف ولم يحضر السمان وننتظر الربيع ربما تجىء الزهور، لكن يظل أجمل الفصول هو خامسة أول، فأيامها لم أكن أعرف إن كنت أنتمى إلى المفرد العاقل أم إلى الأسماء الخمسة التى آخرها (ذو مال)، ثم حولوها بسبب الإصلاح الاقتصادى إلى (ذو مال وحتة أرض وفيلا فى الساحل الشمالى)، ثم سمعت عن (سياحة المحاكم) بأن تكون فى مصر وتُرفع عليك دعوى فى فرنسا، و(الوأد التكنولوجى) بأن يكون الجنين أنثى فيقتلوه بالأشعة، و(زواج الفرند) مثل العلاقة بين مصر وأمريكا، إذن ما هى العلاقة بين صناعة الكمامات من الملابس الداخلية وزيادة حالات التحرش الجنسى؟ والسؤال بمعنى آخر: ما هو الفرق بين النقابات والأحزاب؟ «النقابة» مهنة واحدة وسياسات مختلفة و«الحزب» سياسة واحدة ومهن مختلفة، وعندما نشأت النقابات قام الإخوان بمظاهرات أحرقوا فيها شوارع القاهرة بحجة أن النقابات حرام (أصبحت الآن حلال) وعندما قامت الأحزاب، نشأت كأحد شروط المعونة الأمريكية، بدأت كمنابر وانتهت كمعابر تعبر فوقها الحكومة، أى أننا عشنا القرن الأخير بين ثنائية الإخوان والحكومة يتبادلان النقابات والأحزاب والبرلمان، بينما الشعب لا يدس أنفه فى منديل غيره (الإخوان الآن يبحثون عن مرشد من داخلهم، والنظام يبحث عن رئيس من داخله) والشعب داخل الأتوبيسات علماً بأن على أرضنا اتمخطر يا أسطى، هى هى هاركب الحنطور واتحنطر، ويا لائمى فى هواه لا تفرق عن بتلمونى ليه! فهل هى صدفة أن عام 1928 شهد ميلاد السيد الرئيس وميلاد جماعة الإخوان؟ وعندما رجع الرسول عليه الصلاة والسلام من معركة «أُحد» وجد نساء بنى النجار يبكين قتلاهن فقال: (أما حمزة فلا بواكى له)، وهذا الشعب لا بواكى له ولا أحد يبكى عليه، فثلث المثقفين مع الحكومة وثلثهم مع الإخوان والثلث الباقى صدقة جارية.. وكان البكباشى عبدالمنعم عبدالرؤوف - عضو جماعة الإخوان، وأيضاً عضو مجلس قيادة الثورة وكان يطالب - بأن تنضم الحكومة إلى الإخوان فاختلفوا وهرب إلى الأردن حيث منحه الملك حسين الجنسية وعينه سفيراً للأردن فى الهند، وعندما زار عبدالناصر الهند وقف سفراء الدول فى استقباله وفوجئ ناصر بوجود البكباشى عبدالمنعم فتعانقا وسأله: (لسه يا عبدالمنعم عايز الحكومة تنضم للإخوان؟).. فرد الإخوانى القديم: (لأ يا ريس أنا دلوقتى عايز الإخوان ينضموا للحكومة).. صدقونى على أرضنا اتمخطر يا أسطى، هى هى هاركب الحنطور واتحنطر. [email protected]