تبدأ صباح اليوم جولة الإعادة الحاسمة لانتخاب نقيب الصحفيين، حيث يتوجه أعضاء الجمعية العمومية لصناديق الاقتراع فى 20 لجنة بالقاهرة ولجنة واحدة فى الإسكندرية للاختيار بين كل من الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، وضياء رشوان، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، حيث دعت النقابة جميع الزملاء بالمؤسسات الصحفية إلى المشاركة فى الانتخابات. وكثف الطرفان جولاتهما داخل المؤسسات الصحفية، لمحاولة إقناع الصحفيين بالبرنامج الانتخابى والذى تركز على الخدمات والمكتسبات المادية والقانونية والتشريعية وعلى رأسها وضع قانون جديد يتيح تدفق المعلومات. وأكد مكرم أنه حصل على زيادة لبدل التدريب والتكنولوجيا قدره 80 جنيهاً، وزيادة مساحة المدينة السكنية لتصل إلى 84 فداناً على أن تتحمل الدولة تكاليف المرافق، حيث تبلغ تكلفة المتر الواحد 1500 جنيه للشقق المميزة و1300 فى الوحدات العادية، إلى جانب تشكيل مجلس أعلى للأجور. وحذرت حملة مكرم الانتخابية من الشعارات والتكتلات الحزبية، مؤكدة أنها لن تأتى بحقوق الصحفيين، منبهة إلى أنها ستؤدى إلى وقوع النقابة ومهنة الصحافة فى «خطر شديد» بسبب تلك الشعارات. ووافق عبدالقادر شهيب، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، على تعيين 5 من الصحفيين بجريدة الشعب فى المؤسسة، بعدما فضوا اعتصامهم عقب قيام مكرم بحل أزمتهم المالية التى تشمل التأمينات الاجتماعية وزيادة الأجور والحوافز والبدلات. وركز رشوان حملته، فى الساعات الأخيرة، على تكثيف هجومه على رؤساء تحرير الصحف القومية، واتهمهم بأنهم يشكلون تحالفاً ضده من خلال إجبار الصحفيين على التصويت لصالح منافسه، وهو ما اعتبره مكرم «قولاً ساذجاً» لا يصح أن ينطبق على الصحفيين الذين يختارون بإرادتهم الحرة دون ضغط من أحد، خاصة أن الانتخاب يتم وفقاً للترتيب الأبجدى وليس بتكتلات المؤسسات مثلما كان فى الماضى. كما انهمك ضياء رشوان فى وضع عدة تفسيرات جديدة لشعار التغيير الذى يرفعه، فتارة يدعو الصحفيين إلى انتخابه إذا كانوا يريدون تغيير رئيس التحرير القومى، وتارة أخرى يؤكد أن التغيير ينصب على أوضاع الصحفيين حتى تصبح أفضل حالاً، نافيا أن يكون التغيير مقصوداً به الأشخاص، وهو ما لم يذكره فى الجولة الأولى. ورحب رشوان بأى مكاسب تأتى للصحفيين (التى حققها مكرم محمد أحمد) قائلا: «قبل الإعادة تحققت كل هذه المكاسب وانتخاب رشوان سيجعلها أكثر»، فى الوقت الذى أعلن فيه الدكتور عصام العريان، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين تأييده لمرشح «الاستقلال» ضياء رشوان، فضلا عن دعم الجمعية العمومية للصحفيين الإخوان له فى الانتخابات. وفى مقابل موقف الإخوان فى الانتخابات، قال مكرم محمد أحمد: «أنا صحفى عربى قومى مسلم، مهنى شريف أؤمن بوحدة مصر الوطنية وأدافع عن حقوق المواطنة وأرفض كل صور التميز الدينى والطائفى والعرقى»، متسائلا: «لماذا تحاربنى جماعة الإخوان المسلمين بضراوة، ولماذا يساند مرشدها العام علناً الزميل ضياء؟» كما تساءل مكرم على موقعه على الإنترنت عن سبب «تسخير» الجماعة كل أدواتها للهجوم على شخصى بما فى ذلك صحيفتها الإلكترونية وكتابها وأصدقائها». وقال مكرم: «عاملت كل الزملاء الإخوان باعتبارهم صحفيين مصريين وطنيين، من مسؤولياتى الدفاع عن حقوقهم والوقائع كثيرة ومعروفة». وأضاف مكرم: «ذنبى إننى دعوتهم لكى يكونوا حزباً سياسياً بدلاً من جماعة نصفها سرى ونصفها علنى»، مؤكدا أن هدف هذه الحرب «ليس مجرد شخصى، ولكن السيطرة على النقابة ليحدث لها نفس الذى حدث لنقابات عديدة، تمزقت وشلت ووقعت فى براثن اللجان الإدارية». وناشد مكرم الصحفيين بصفتهم مصريين: «الدفاع عن نقابتكم لأنها حصن الأمان الوحيد لنا جميعاً.» ووصف مكرم الحملة الانتخابية التى تشنها صحيفة الدستور ضده بأنها جزاء سنمار، قائلا: «وقفت مع الزميل إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور شاهداً عدلاً يوم محاكمته، وكتبت الدستور يومها تحت عنوانها الرئيسى، شهادة تاريخية لنقيب الصحفيين فى صف الدستور، متسائلا: «لماذا تحاربنى الدستور بهذه القسوة؟» كما تساءل: «لماذا تصفنى بأننى نقيب حكومى وهى تعرف حقيقتى، ولماذا كرست هجومها على مشروع مدينة الصحفيين فى 6 أكتوبر ووصفته بالوهم، ولماذا دعت الزملاء إلى سحب أموالهم كى يفشل المشروع؟». وقال مكرم: «أناشد الضمير المهنى لرئيس تحرير الدستور أن يقول لى ماذا سوف يكون موقف صحيفته وقد تأكد بقرارات واضحة معلنة أن المدينة سوف تقام فى غضون 36 شهراً ليس (منة) من الحكومة ولكن تأكيداً على حقوقنا مثل كل الفئات الأخرى». وأكد مكرم أن سعر متر البناء سوف يهبط إلى 1500 جنيه فى الوحدة المميزة، و1300 جنيه فى الوحدات الأقل، منبها إلى أن مرافق مياه الشرب والصرف الصحى سوف تصل إلى أبواب العمارات مساهمة من الدولة فى بناء مرافق المدينة «كما وعدت سابقاً». وأكد الاتحاد العربى لشباب الصحفيين «حياده الكامل» تجاه المرشحين على منصب النقيب، وذلك تماشيا مع سياسته العامة ولوائحه الداخلية التى تؤكد التزامه بالمهنة وأصولها وحق الزملاء فى النقابات المحلية فى اختيار من يمثلهم. ونفى عبدالجواد أبوكب، رئيس الاتحاد، ما أشيع من أن «الصحفيين الشبان» يساندون مرشحاً على حساب الآخر، مشيراً إلى أن الاتحاد ملتزم بسياسة «الحياد» كما فعل فى انتخابات سابقة لنقابات الصحفيين فى بعض البلدان العربية والتى تلت تأسيسه فى قبل عامين. وأشار إلى أن الاتحاد يطلب فقط من جميع الزملاء التوجه اليوم إلى نقابة الصحفيين وممارسة حقهم فى اختيار من يمثلهم. كما ناشد الاتحاد الزملاء وقف حالة «التراشق الكلامى» بين أنصار كلا المرشحين والاحتكام إلى صناديق الانتخاب وإعلاء الاعتبارات المهنية فوق أى حسابات أخرى.