■ أقدر تماماً حجم الحزن الذى يعيشه حسن شحاتة، وأشعر به بل أشاركه جزءاً منه، فالرجل خسر أهم وأكبر أحلامه، وهو التأهل لكأس العالم، وأعرف أن أمله وهدفه كان إسعاد المصريين جميعاً مثلما حدث من قبل فى بطولتى أفريقيا 2006 و2008، ولكنى لا أتفق مع شحاتة فى حالة العزلة التى يفرضها على نفسه حتى وإن خرج مرتين فى زيارة لاتحاد الكرة، لأن الوقت المتبقى على بطولة الأمم الأفريقية قليل للغاية، والتحديات أمامه كبيرة جداً، فهو أولاً مطالب بوضع برنامج عاجل للإعداد للبطولة، خصوصاً أنها ستكون بمثابة رد اعتبار له أولاً، وللكرة المصرية ثانياً، أيضاً شحاتة مطالب بإضافة بعض الوجوه الجديدة للمنتخب، وهو أمر طبيعى بعد كل مرحلة، ولذلك مطلوب منه ومن جهازه الفنى التحرك فى كل الملاعب لمشاهدة اللاعبين على أرض الملعب، فلا يكفى أبداً المشاهدة التليفزيونية أو التقارير الصحفية، بل الأفضل أن يكون هناك تنسيق مع مدربى الأندية والسؤال والاستفسار عن حالة اللاعبين، سواء كتيبة شحاتة القديمة أو الأفراد الجدد، الذين ينوى الرجل ضمهم للمنتخب فى المرحلة المقبلة، وأعود وأكرر أنه من الضرورى بل والمهم جداً أن تكون هناك وجوه جديدة لا تقل بأى حال من الأحوال عن خمسة أو ستة لاعبين فى صفوف المنتخب فى بطولة الأمم بأنجولا لإشعال المنافسة مع القدامى، أيضاً للحصول على الخبرة الدولية الكافية والتى تؤهلهم للعب بعد ذلك كأساسيين فى صفوف منتخب بلادهم، وأيضاً وهو الأهم أن يكون لدى شحاتة وجهازه الفنى الثقة فى الجيل القادم من اللاعبين، وهو ما يضمن له الاستمرار فى منصبه لسنوات عديدة قادمة، مرة أخرى أقول لحسن شحاتة وجهازه المعاون إنكم خسرتم مباراة ولم تخسروا معركة، وأنتم جنود للدفاع عن اسم مصر فى منافسات كرة القدم، لذلك لا داعى أبداً للعزلة والغضب والحزن المبالغ فيه، لأن العمل الجاد فقط هو الذى سيساعدكم على تحقيق النجاح وعودة الانتصارات، أما الحزن والألم فقد انتهى وقته وحان وقت العمل. ■ تزداد حيرتى كل يوم وأنا أرى الخلافات تكاد تمزق معظم مجالس إدارات الأندية والاتحادات، رغم أنها جميعاً نجحت بالقائمة الموحدة، فها هو اتحاد كرة القدم وقد انقسم إلى شيع وأحزاب، وأصبحت الخلافات هى العنوان الرئيسى لاتحاد الكرة، لدرجة أننا شاهدنا فى أقل من عام واحد استقالتين مؤثرتين، الأولى من نائب الرئيس هانى أبوريدة، والثانية من مجدى عبدالغنى، ولولا تدخل أولاد الحلال لما عاد الاثنان إلى الاتحاد من جديد، أيضا هذا الشرخ الكبير فى علاقات الأعضاء بعضهم البعض وهى جديدة على هذه المجموعة التى دخلت الانتخابات السابقة ببرنامج عملى موحد وطموح استبشر به أعضاء الجمعية العمومية خيراً، ولكن وبكل أسف لم يتحقق منه أى شىء على الإطلاق، لأن الخلافات الموجودة أكبر بكثير من التفرغ لإدارة كرة القدم المصرية، نفس الأمر ينطبق مثلاً على مجلس إدارة الإسماعيلى، فقد استبشرنا جميعاً خيراً بإجراء أول انتخابات فى تاريخ الإسماعيلى، وتوقعنا النجاح لنصر أبوالحسن وقائمته، إلا أنه وبكل أسف زادت الخلافات بشدة، وشهدنا استقالة نائب الرئيس خالد فرو، وستليها استقالة محمد صلاح أبوجريشة، بحجة أنه يريد التفرغ للتدريب!! وكأنه تذكر الآن فقط أن العمل فى الجانب الفنى أفضل بكثير من الجانب الإدارى، وبالطبع ما زالت الأزمة مستمرة داخل الإسماعيلى وإن كانت نتائج فريق الكرة تغطى قليلاً على النار المشتعلة تحت الرماد هناك. أما الأغرب من وجهة نظرى، فهو ما يحدث داخل النادى المصرى، الذى تفرغ أعضاؤه للهجوم بعضهم على بعض عبر الفضائيات وصفحات الجرائد، على الرغم من أنه مجلس جاء بالتعيين، واختاره فرداً فرداً رئيس النادى كامل أبوعلى، ولكن وبكل أسف زادت هوة الخلافات بصورة غير عادية وانقلب الجميع بعضهم على بعض وأصبح من المستحيل إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعى داخل مجلس إدارة النادى المصرى والضحية دائما هى جماهير المصرى المسكينة، والتى تدفع دائماً ثمن الخلافات بين مجالس الإدارات ولم تعد تحلم أو تتمنى إلا أن يبقى المصرى فى مسابقة الدورى العام أمام الحصول على لقب أو المنافسة على بطولة فلم يعد لها مجال الآن فى بورسعيد والأمر نفسه ينطبق على العديد من الاتحادات منها اتحادات للعبات فردية وأخرى جماعية، وهو أمر مثير للدهشة والاستغراب، فلا يخفى مثلاً ما حدث فى الترسانة عندما انهار تحالف حسن فريد وسيد جوهر عقب نجاح الاثنين مباشرة، حتى أصبحا مثل الإخوة الأعداء، داخل مجلس إدارة الترسانة لدرجة أن الفريق يعانى الآن وبشدة فى مجموعته بالقسم وتقريباً ضاعت كل آماله وآمال جماهيره فى الصعود على الأقل هذا الموسم للدورى الممتاز. إذن بالتأكيد هناك شىء ما خطأ فى موضوع القائمة الموحدة، الذى لم ينجح سوى مرتين الأولى، وهو نجاح متصل داخل النادى الأهلى والفضل فى ذلك يرجع لسببين الأول هو وجود شخص فى مثل هيبة وقوة الراحل صالح سليم ومن بعده حسن حمدى، والسبب الثانى هو رغبة كل عضو داخل مجلس الإدارة فى العمل بتفان لخدمة ناديه وتحقيق الانتصارات، أما المرة الثانية، التى نجحت فيها القائمة الموحدة فكانت فى مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، والتى كنت أشرف بمنصب النائب فيه والنجاح أيضاً جاء بسبب فرض النظام على الجميع بمن فيهم رئيس الاتحاد نفسه وباقى أعضاء الاتحاد لذلك نجحت التجربة وكنت أتصور أن تزداد توهجاً هذه المرة ولكن وبكل أسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. **** لن أتعجل فى الحكم على تجربة حسام حسن داخل نادى الزمالك لأنها تجربة صعبة للغاية على الجميع بمن فيهم حسام حسن نفسه، ولكنى سأعلق على بعض الملاحظات التى رصدتها خلال الأيام القليلة الماضية أهمها أن حسام حسن بدأ يميل للهدود وهى ظاهرة لو استمرت معه لضمن تحقيق أكبر قدر من النجاح، خصوصاً أنه الآن تحت الميكروسكوب وكل صغيرة أو كبيرة محسوبة عليه، أيضاً أنه يذاكر المباريات التى سيلعبها بمعنى أنه يشاهد مباريات الفريق المنافس ويحلل قدرات ويضع الخطة والتكتيك المناسب للمباراة، وقد وضح ذلك جلياً فى مباراته أمام الأهلى، أيضاً أنه جرىء ومغامر لذلك لم يهب كثيراً الأهلى بل بادر وهاجم وكاد يسجل ويفوز، صحيح الأهلى كان غائباً عنه أهم ثلاثة لاعبين مهاجمين متعب وبركات وأبوتريكة ولكن يحسب للزمالك وحسام حسن أنهم لم يخافوا من الأهلى بل كانوا فى بعض الفترات قادرين على تحقيق الفوز. أخيراً أرى أن حسام حسن قادر على إعادة الانضباط للفريق بمعنى أن قوة شخصيته وذكاءه اللامحدود فى التعامل مع لاعب الكرة قد يدفعانه إلى مزيد من النجاح ولكن بشرط وحيد أن يحافظ على الهدوء وألا يصنع أزمات فى حالة خسارة الفريق لأنها قادمة لا محالة، فلا يوجد فريق فى العالم لا يخسر وساعتها سيكون ذلك هو الاختبار الحقيقى لحسام.. فهل سينجح حسام حسن فى هذا الزختيار أتمنى أن ينجح لأنه لو حدث ستكسب مصر مدرباً جديداً ونحن فى أشد الحاجة لجيل جديد من المدربين.