عندما تشاهد د.مفيد شهاب، فى تليفزيون أو تسمع صوته فى إذاعة أو تقرأ ما ينسب له فى صحيفة، فلا بد أن تتذكر الراحل النبيل مجدى مهنا، وأن تطلب له الرحمة. قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى ميلاد مهنا، وقبل يومين أطل علينا الدكتور شهاب، أستاذ القانون البارز والسياسى المخضرم، ليقول للدكتور محمد البرادعى: «لو تصورت أنك يمكن أن تكون رئيساً لمصر فى يوم من الأيام فأنت مخطئ»، مضيفاً مفردات من قبيل «تعرف إيه عن مصر.. لا اتمرمطت ولا عشت مشاكل أهلها؟». والحقيقة أننى لم أكترث كثيراً بتحليل خطاب د.شهاب أو البحث عما يمكن أن يكون فيه من مآخذ، وأكتفى كلما صادفته فى شاشة أو جريدة، بالعودة إلى أرشيف الراحل الكبير مجدى مهنا، اضع اسم شهاب فى خانة البحث، ثم اتدبر فيما يظهرمن نتائج. فى نوفمبر 2006وصف مجدى مهنا شهاب بأنه «نجم ساطع فى سماء السياسة.. ورجل لكل العصور»، وأضاف راصداً تاريخ الرجل: «ظهر فى عهد عبدالناصر، وكان أحد رجال نظام حكمه، لكن قضية مراكز القوى عام 71 قضت على طموحه السياسى، وكان لابد أن يتوارى ويختفى ويكتفى بالعمل الجامعى». وتابع مهنا: «إلى أن ظهر فى بدايات عهد الرئيس مبارك فى قضية طابا فى بداية الثمانينيات، وبدأ نجمه يلمع من جديد، وتعلم الدرس، وقرر أن يظهر ولا يختفى مرة أخرى.. والطريق إلى ذلك معروف.. أن يرضى السلطان عنك.. وأن تعرف الحدود التى لا يجب عليك تجاوزها.. فإذا كان مسموحاً لك بالدخول ثلاثة أمتار.. فعليك أن تتقدم مترين فقط.. تأدباً وتعقلاً واحتراماً.. وتدرج الدكتور مفيد فى المناصب الرسمية مرة أخرى.. ولا تكاد تعرف له موقفًا فى أى من هذه المناصب التى تقلدها، وما هى البصمة التى تركها عليها.. غير رغبته فى الاستمرار فى المنصب. حقيقة شخصية الدكتور مفيد- والكلام لمهنا- أنه ملكى أكثر من الملك.. فإذا أراد الحاكم قانوناً يوسع من هامش الحرية-وهذا افتراض- وطلب من الدكتور مفيد أن يتولى صياغة هذا القانون، فإنه يميل باسم الحفاظ على حق المجتمع وأمن النظام إلى وضع القيود التى تقلل من مساحة الحرية.. ولذلك فكل قوانين الإصلاح السياسى التى ستخرج من تحت يديه.. لو قدر له أن يفرغها من مضمونها.. لفعل ذلك بلا تردد وبدم بارد.. وهو فى هذا متسق تماماً مع ذاته.. حتى ولو أراد أن يظهر على خلاف ذلك» . ليس مطلوبًا منك بعد الآن أن تجتهد فى تفسير مواقف شهاب، فعلها لك مجدى مهنا قبل سنوات، ومازال ما خطه الراحل النبيل بيديه صالحاً لكل ما يستجد من مواقف لشهاب، حاول فقط أن تفعل مثلى، وكلما رأيت شهاب أو سمعته أو قرأت عنه «ترحم» على مجدى مهنا..! [email protected]