فى العام الماضى خرجت أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع من تصنيف معجزات الدنيا السبع، وعمّنا الحزن والأسى بسبب هذا الخروج المؤسف، ولكن الله قد عوضنا خيراً هذا العام بدخول هرم مصرى رابع هذا التصنيف على رأس المعجزات الكونية، الهرم الرابع اسمه هرم مفيدة!!، وهو ليس هرماً حجرياً ولكنه هرم برامجى تقدمه المذيعة التليفزيونية مفيدة شيحة على القناة الأولى للتليفزيون المصرى الرسمى الميمون، وقد قادنى حظى التعس وقدرى الأسود إلى فخ رؤية هذا البرنامج، الذى لابد لكل من يشاهده أن يتناول قرص الضغط بجانب شراب الصرع وحقنة التبول اللاإرادى وكبسولات التخلف العقلى وتطعيمات الحمى الصفراء ومحلول الجفاف. برنامج الهرم ليس هو المهم ولكنها السياسة الإعلامية التى أفرزت مثل هذا البرنامج التافه، التفكير الإعلامى الذى يفسر برامج المنوعات على أنها برامج التفاهة والهيافة والتخلف والعَته والتبلد، المفروض أن هذا البرنامج يعد من برامج المسابقات والمعلومات، يعنى ببساطة حاجة كدة زى من سيربح المليون ووزنك ذهب، بس طبعة ماسبيرو وبصمة القناة الأولى، تخيلوا أسئلة الحلقة اللوذعية التى شاهدتها التى يتنافس فيها ضيوف البرنامج المحترمون على جوائز الهرم المفيدى الشيحى، ويا للعجب العجاب تصرخ الأستاذة المذيعة وهى تتابع هذا التنافس الرهيب العبقرى من فرط دهشتها من قدرة الضيوف على الإجابة عن أسئلتها العويصة التى تتفوق على نظريات الرياضة البحتة والفيزياء النووية، خذ عندك.. سؤال يقول حاجة بنغسل فيها الهدوم؟!!، وسؤال آخر يقول حاجة فى المطبخ وبنحط فيها الأكل علشان مايبوظش؟!، حاجة فى الفندق بنركب فيها وتطلعنا فوق!!، شايفين روعة الأسئلة، وشايفين كم الثقافة التى يقدمها لنا تليفزيون ماسبيرو!!، أما تصفيق المذيعة وحماسها فهو ينقل إليك إحساساً بأنها اكتشفت نظرية النسبية أو وجدت الحلقة المفقودة فى نظرية التطور! السؤال الذى يفرض نفسه هو: ماذا يريد مسؤولو التليفزيون من المشاهد المصرى؟، هل يريدونه معتوهاً كخروف فى قطيع لكى يسهل قيادته وتزييف وعيه؟، كيف يمنحون مثل هذا البرنامج التافه هذه المساحة وهذا التوقيت الذهبى؟، فى نفس الوقت الذى يشطبون فيه على أى برنامج ثقافى أو فيلم علمى أو حتى برنامج منوعات حقيقى، وأؤكد أن البرنامج الثقافى ليس معناه الجهامة، والفيلم العلمى ليس مرادفه ثقل الظل، بل من الممكن أن يكون فى غاية الإمتاع، وبرنامج المنوعات الحقيقى ليس معناه البلاهة التى نشاهدها فى البرامج الشبيهة ببرنامج الهرم. أطالب وزير الإعلام بضم وزارة السكان لسلطاته فبرنامج الهرم هو أحدث الوسائل وأنجحها لتنظيم الأسرة!
