شهدت تحقيقات حوادث جنوبالقاهرة مفاجآت جديدة فى واقعة اتهام العامل عيد أحمد عيد «28 سنة» بقتل والدته آمنة حسن ربة منزل «60 سنة»، بعد أن طعنها بسكين فى رقبتها، عثر رجال النيابة العامة على مقبض السكين المستخدم فى الحادث أثناء المعاينة، كما تناقضت أقوال شهود الواقعة مع أقوال المتهم حول أثار الدماء الموجودة فى مسرح الجريمة وملابسه، كما أمر كريم بريرى مدير نيابة حوادث جنوبالقاهرة باستدعاء والد المتهم وشقيقه لسماع أقوالهما حول الحادث، كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، بعد أن جدد قاضى المعارضات أمس الأول حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، خاصة أنه أنكر ارتكابه الواقعة وبرر وجود آثار للدماء على ملابسه بأنها ناتجة من إصابته فى الورشة التى يعمل بها، واحتضانه والدته عقب اكتشاف الواقعة. فى نفس السياق واصلت نيابة حوادث جنوبالقاهرة تحقيقاتها فى القضية، واستمعت إلى أقوال سمية محمد مرعى «28 سنة» حارسة العقار- الذى وقع فيه الحادث- فى التحقيقات التى أشرف عليها المستشار محمد غراب المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، أن المتهم نزل من شقته بالطابق الرابع قبل صلاة العيد، وكان متوتراً، وظهرت عليه بعض علامات الارتباك، وعاد بعد 10 دقائق من انتهاء الصلاة، ورفض الصعود إلى الشقة، وأصر على الوقوف خارج المنزل، من أجل التأكد من وجود والده فى الشقة، وعندما أخبرته بعدم وجوده صعد مسرعاً. وأضافت سمية فى التحقيقات: بمجرد صعوده إلى الشقة فوجئت به يصرخ، ويفتح الشباك، بعدها صعدت مسرعة إليه، واكتشفت أنه مغشى عليه على السرير، أحضرت له طبيباً يسكن إلى جوارنا، وبعد أفاقته أخبرنا بمقتل والدته. أوضحت سمية فى التحقيقات أن المتهم كانت ملابسه غارقة بالدماء بعد الإفاقة، وأجرى مكالمتين من هاتفه المحمول بمجرد الإفاقة لأحد أقاربه وأبلغهما بالواقعة، وأشارت أن والده وشقيقه كانا على خلاف مع المتهم، وأنه أيضاً اتصل بشرطة النجدة وأبلغهم بمقتل والدته. قال مصطفى فهمى «23 سنة» صاحب الورشة التى يعمل بها المتهم فى التحقيقات، إنه حضر إليه وقت صلاة العيد، وكانت تظهر عليه علامات الرعب والقلق، وبمجرد وصوله إلى الورشة غادرها، ونفى ما قاله المتهم فى التحقيقات بأن الإصابة التى تعرض لها فى يده اليمنى بسبب سكين كانت داخل الورشة أثناء عمله، وأضاف أن المتهم أعطاه مبلغ 600 جنيه الذى تركه معه قبل الحادث. وقال المتهم ل«المصرى اليوم» وهو يبكى ويستند على «عكاز»، وتظهر على ملامحه علامات الندم، وفجأة ابتسم قائلاً: «أنا أعترفت أمام المباحث بقتل والدتى بعد إلقاء القبض علىَّ والمعاملة السيئة»، وعدلت عن الاعتراف أمام النيابة العامة ونفيت كل اعترافاتى. وأضاف المتهم: إن الدماء الموجودة على ملابسى من احتضانى إلى والدتى بمجرد اكتشاف الواقعة، أنا وجدت جثتها مصابة بطعنة نافذة فى الرقبة، وتعرضت بعدها إلى نوبة إغماء، والمباحث اتهمتنى بالقتل بسبب ملابسى الملوثة بالدماء، وأضاف أن علاقته بوالدته قوية وتسودها المحبة، وأنه أقرب إليها من شقيقه الأكبر، وأضاف أنه أبلغ النجدة بعد اكتشافه مقتل والدته، وحينما أبلغ خاله اتهم بقتلها، وأشار إلى أنه عاجز منذ عامين نتيجة تعرضه لحادث وسقوطه من الطابق الحادى عشر فى مدينة الشيخ زايد أثناء تركيبه أحد الإعلانات، وأن والدته هى التى وقفت بجواره فى إجراء عدة عمليات جراحية. وأنهى المتهم حديثه «أنا أخاف من الظلم لكن تعرضت كثيراً للظلم وأنا الآن مظلوم»، وأضاف أن والده إذا قال أو شك فيه بأنه القاتل سيطالب المسؤولين بإعدامه فى ميدان عام.