دعا نائب رئيس اليمن الجنوبى السابق على سالم البيض للانفصال فى بلاده مجددا، وناشد الأممالمتحدة العمل على تحضير استفتاء فى الجنوب، وذلك على الرغم من أن البيض هو الرئيس الذى وقّع اتفاقية الوحدة مع رئيس اليمن الشمالية آنذاك على عبد الله صالح عام 1990. وأضاف سالم فى تصريحات من منفاه فى النمسا: «إن الحل المنطقى اليوم الذى فى صالح البلدين هو العودة إلى نظام الدولتين السابقتين، أما الصيغة أو العلاقة التى تربط بينهما فلنترك للشعبين أن يقرراها بكل حرية». وناشد البيض الأممالمتحدة «تحمل مسؤولياتها من أجل تشكيل لجنة لتقصى الحقائق مهمتها العمل على تحضير استفتاء فى الجنوب، وأن تطرح على الجنوبيين سؤالا واحدا: هل هم مع استمرار الوضع الحالى أم أنهم مع تقرير المصير؟ إذا كانت إرادة الجنوبيين مع تقرير المصير فلا أتصور أن هناك قوى دولية سوف تقف ضد إرادتهم وتجبرهم على الرضوخ للاحتلال». وشهد اليمن حربا أهلية عام 1994 بعد أربع سنوات من الوحدة انتهت بهزيمة قوات الانفصاليين فى الجنوب، وغادر البيض اليمن بعد الهزيمة إلى المنفى، وتجدد الاضطراب الانفصالى ضد الحكومة اليمنية فى الآونة الأخيرة، وشهد الجنوب بعض المظاهرات والاشتباكات التى أدت أحيانا إلى سقوط قتلى. وقال البيض إن «الشكوى الأساسية للجنوبيين اليوم أن بلدهم واقع تحت الاحتلال باسم الوحدة، نحن إزاء واقع مأساوى على الصعيدين الاقتصادى والسياسى، بلدنا تحول إلى ثكنة عسكرية وسجن كبير، وأهلنا مقموعون وشبابنا مطاردون»، متهما حكومة اليمن بانتهاك حقوق الإنسان، ووصف الوضع فى الجنوب بأنه يفوق مثيله فى دارفور، مضيفا أن سياسة الحديد والنار لن تؤدى لنتائج لأن الجنوبيين «يمتلكون السلاح» على حد وصفه. وميدانيا، قتل مواطنان من شمال اليمن فجر أمس (الاثنين) برصاص مسلحين مجهولين فى جنوب البلاد على الطريق بين عدن وصنعاء. من جهة أخرى، تتخذ السلطات اليمنية إجراءات مشددة على مداخل عدن وتمنع الناشطين الجنوبيين من دخول المدينة للمشاركة فى تظاهرة بمناسبة ذكرى استقلال اليمن الجنوبى السابق عام 1967.