فى محاولة جديدة تستهدف لم الشمل اليمنى من أجل الحفاظ على وحدة البلاد، استغل الرئيس على عبدالله صالح احتفالات بلاده بالذكرى ال20 لتوحيدها، واقترح على المعارضة البرلمانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأعلن عفوا عاما عن نحو 3 آلاف معتقل مؤيدين ل«الحراك الجنوبى» وللمتمردين الحوثيين. وفى ظل تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، احتفل اليمنيون، أمس، بالذكرى ال20 لتوحيد بلادهم مع الجنوب فى 1990، بينما تدور فى الأذهان الذكريات المريرة للمحاولة الانفصالية عام 1994 والتى كبدت البلاد حينها نحو 13 مليار دولار، ومن ثم أطلقت الحكومة اليمنية حملة فى المحافظات الجنوبية لترسيخ الوحدة ومواجهة الانفصال، رغم أن محاولاتها لم تأت بنتائج إيجابية فى ظل التشكيك الجنوبى فى نواياها. وتشهد المناطق الجنوبية من اليمن التى كانت دولة مستقلة حتى 1990، أعمال عنف، ويعتبر سكانها أنهم لا يستفيدون بما فيه الكفاية من مساعدات السلطة المركزية فى صنعاء، كما يطالب ناشطون فى الجنوب بالانفصال مجددا أو بإقامة فيدرالية مع الشمال، وينظمون مسيرات احتجاجية متواصلة غالبا ما تتخللها أعمال عنف ومواجهات مع القوات الحكومية، بينما شهدت محافظة صعدة والمناطق الشمالية هدوءا نسبيا رغم محاولات المتمردين الحوثيين انتهاك هدنة وقف القتال مع الحكومة اليمنية بعد انتهاء الحرب السادسة بينهما التى خلفت مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين. كما تواجه اليمن مخاطر هجمات تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية والذى بات يستهدف السفارات والمصالح الغربية والسياح الأجانب، وأصبح يشكل خطرا عليها رغم الضربات المتلاحقة التى نجحت فى توجيهها القوات اليمنية للتنظيم. وفى خطابه الى الأمة، رحب «صالح» ب«الشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية عبر حوار وطنى مسؤول لتعزيز بناء دولة النظام والقانون»، وقال: «فى ضوء نتائج الحوار، فإنه يمكن تشكيل حكومة من جميع القوى السياسية الفاعلة الممثلة فى مجلس النواب وفى المقدمة الشريك الأساسى فى صنع الوحدة» التى أعلنت فى مايو 1990، فى إشارة الى الحزب الاشتراكى اليمنى. وفى المقابل، طالب نائب الرئيس اليمنى السابق على سالم البيض الأممالمتحدة بإرسال لجنة لتقصى الحقائق إلى جنوب اليمن، متهما النظام اليمنى بمحاولة «تصفية الحراك الوطنى الجنوبى». واتهم «البيض»، أبرز قادة «الحراك الجنوبى»، مؤكدا «أننا عازمون على مواصلة التصدى للاحتلال». وفى غضون ذلك، أطلقت السلطات اليمنية حملة تهدف إلى إخماد النزعة الانفصالية فى الجنوب.