لم يعد أحمد حسن اليوم مجرد قائد لمنتخب مصر أمام نيجيريا فى أولى مشاركات مصر فى نهائيات كأس أمم أفريقيا.. ولكنه بات رمزاً لجيل كامل من نجوم يعيشون هذه البطولة باعتبارها نهاية مشوار طويل مع مصر ومع الكرة بكل أفراحها وانكساراتها.. وأنا اليوم واحد من كثيرين جداً يتمنون أن تكون النهاية سعيدة جداً مثل نهاية الأفلام المصرية، ويتزوج البطل من البطولة، وأريد أن أخرج مع المشاهدين من صالة العرض لنحتفل ونرقص فى الشوارع والميادين.. أتمنى أن أفرح أنا وملايين البسطاء والعشاق فى مصر لا أن يفرح وحدهم أولئك الشامتون أو الذين يرون كل ما جرى كثيراً جداً على أحمد حسن وزملائه ومدربهم واتحادهم، ويحلمون بالخسارة الفاضحة لتبدأ مواسم تصفية الحسابات.. وأنا لا أخشى هؤلاء وحساباتهم الطامعة ونواياهم غير المعلنة وحروبهم غير المحترمة.. وإنما أخشى تقلب الأهواء والآراء والأحكام الذى بات سمة دائمة للكرة المصرية وإعلامها وجمهورها أيضاً.. فالصحافة والشاشات والشوارع والمقاهى والمكاتب ستتحدث غداً عن أحمد حسن وزملائه ومدربهم حسب نتيجة الليلة.. لو فازت مصر فهم النجوم الكبار العظماء، ومدربهم هو القدير الرائع، وسيصبح من حقهم قطع رقبة كل من تحدث عن عيوب فيهم أو أخطاء لهم.. ولو خسرت مصر فسيصبح نفس النجوم هم الذين شبعت بطونهم وامتلأت جيوبهم وفقدوا الرغبة فى الفوز والإحساس بملايين المصريين وحاجتهم للانتصار ولو فى ملاعب الكرة ولابد من قطع رقابهم جميعاً.. وسيصبح حسن شحاتة هو الجاهل والمحظوظ الذى خدعنا كثيراً فى مصر وغانا وجنوب أفريقيا، وجاءت أنجولا لتكشفه على حقيقته.. ولهذا أحببت أن نعقد كلنا اليوم عقد اتفاق مع أحمد حسن باعتباره ممثلاً لكل لاعبى المنتخب ومدربهم ورئيس اتحادهم، وباعتباره رمزاً لهذا الجيل الذى شارف على نهاية مشواره فى ملاعب الكرة.. وقبل أن نلعب اليوم وأياً كانت نتيجة مباراتنا مع نيجيريا ثم ما بعدها.. لابد أن نتفق أولاً على أن هؤلاء النجوم الذين يقودهم أحمد حسن.. كانوا رائعين فى أوقات كثيرة.. منحونا البهجة والفرحة وكانوا معظم الوقت تعويضاً رائعاً عن كل ما فى حياتنا من إحباط ومرارة وحزن وغضب.. وأن حسن شحاتة نجح كثيراً وجداً، وإن بقيت له أخطاؤه أو نزواته.. وأن سمير زاهر له حسناته ومزاياه مثلما له خطاياه وكوارثه.. وليس من الضرورى أن تفوز مصر بالبطولة الأفريقية الثالثة على التوالى لنبقى محتفظين بالعقل والمنطق ونحن نتعامل مع أحمد حسن وكل من يمثلهم أحمد حسن.. ولابد أن نكف عن تغيير مواقفنا وأحكامنا مائة وثمانين درجة مع كل هدف لنا أو علينا.. لابد أن نكف عن إصدار الأحكام العامة فى كل وقت.. فمن الممكن أن يكون أحمد حسن سيئاً فى هذه البطولة تحديداً.. أو أى لاعب آخر.. أو حتى حسن شحاتة.. ولكن هذا ليس معناه أن نشطب فى لحظة كل التاريخ الطويل والجميل الذى عشناه مع أحمد حسن وزملائه.. لابد أيضاً أن يبقى كل منا ثابتا على رأيه وموقفه أياً كانت النتائج.. فالذى ليس مقتنعاً باللاعبين ومدربهم يجب أن يبقى هكذا حتى لو فازوا بالبطولة.. والذى أشاد بالفريق يجب ألا يقذفهم بالطوب إن خسروا.. فهى فى النهاية مباراة وبطولة وليست كشف حساب لحياة بأكملها. [email protected]