نفى المقر البابوى ما تناقله الأقباط عبر رسائل الهواتف المحمولة ومواقع الإنترنت المسيحية، بأن البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قرر فرض صوم انقطاعى على الأقباط لمدة 3 أيام (من الإثنين إلى الأربعاء)، حزنا على ضحايا حادث نجع حمادى، مؤكداً أن سبب هذه الشائعات - التى بثتها وكالة «زينت للأخبار المسيحية» - ترجع إلى عودة البابا من الدير إلى الكاتدرائية قبل الموعد المحدد بيومين. وأشار المقر إلى أن البابا لو أراد أن يطالب الأقباط بالصوم فسيعلن ذلك خلال عظته الأسبوعية بعد غد الأربعاء، أو خلال ترؤسه عيد الغيطاس بمقر البابوية بالمرقسية الكبرى فى الإسكندرية الإثنين المقبل. وقال القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى العام: «البابا شنودة لم يصدر تعليمات بهذا الصوم». من جانبها، أدانت الكنيسة الإنجيلية بمصر الحادث. وقال الدكتور إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة: «ما حدث يمثل ارتداداً لعهد القبلية»، مشيراً إلى أن ربط الجريمة بهوية مرتكبها سواء مسلما أو مسيحياً (خطأ كبير). وأضاف لمعى: «الكنيسة غاضبة جدا مما حدث ولابد أن يكون هناك موقف واضح من الدولة، وأن تتعامل معها بقبضة من حديد لمنع تكرارها». واعتبر ما حدث جريمة «سياسية ودينية» فى المقام الأول قبل أن تكون جريمة جنائية. وقالت النائبة ابتسام حبيب، عضو مجلس الشعب: «تم تشكيل لجنة أمن قومى لمناقشة القضية فى مجلس الشعب اليوم»، مشيرة إلى أنها ستتقدم ببيان لإدانة ما حدث، بالإضافة إلى وضع آليات لتفعيل مبدأ المواطنة، أهمها – حسب قولها - إدخال مناهج تعليمية، خاصة مادة «المواطنة» فى المناهج الدراسية، وعمل نشاط شبابى مشترك بين جمعية الشبان المسلمين والمسيحيين، ودمج الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية بينها، بالإضافة إلى تشكيل لجان للمواطنة فى كل محافظة من رجال الأمن والعدل والقانون والدين الإسلامى والمسيحى. من جهة أخرى، انتقد عدد من القيادات القبطية تصريحات الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، الأخيرة لوسائل الإعلام، والتى أكد خلالها عدم وجود تقصير أمنى فى حادث قتل المصريين السبعة أمام كنيسة نجع حمادى، وأنه لم يكن يعلم أو يشك فى نوايا أحد، موضحين أن هذه التصريحات تتنافى مع تصريحاته السابقة و«المسجلة» – حسب قولهم - التى قال فيها إنه كان يشعر بخطر قبل الحادث، مما دفعه لتقديم موعد قداس الاحتفال بعيد الميلاد ساعتين حتى لا يخرج الأقباط من الكاتدرائية فى وقت متأخر من الليل. وأكد الأنبا آرميا، سكرتير البابا شنودة الثالث، أن البابا لم يصرّح لأى من القيادات الكنسية بالحديث، مما يعنى أن كل شخص مسؤول عما قاله أمام شعبه، مشدداً على أن البابا عندما يريد الحديث سيتحدث بنفسه. من جانبه، أشار نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إلى أن الأنبا كيرلس تعرض ل«ضغوط» – حسب قوله - حتى يغير أقواله، مشدداً على أن تصريحات التهدئة التى أصدرها مؤخراً «لا تعبر عن الأقباط ولا عما يشعرون به». وطالب جبرائيل - خلال المؤتمر الذى عقده بمقر الاتحاد أمس - الدولة بإعلان الحقائق الكاملة والتخلى عن سياسة التعتيم، وأن يقوم مجلسا الشعب والشورى بإرسال لجان تقصى حقائق الى نجع حمادى وإعلان نتائج ما توصلت إليه. وأكد ضرورة التزام الدولة بتعويض أسر الضحايا كما هو متبع مع أسر الشهداء مع تقرير معاش استثنائى، أسوة بما تم فى حادث شهيد الواجب أحمد شعبان، أمين الشرطة، الذى قتل فى الحادث. وشدد جبرائيل على ضرورة تولى الرئيس مبارك بنفسه إدارة الملف القبطى ونزعه من الأجهزة الأمنية بعد أن فشلت فى معالجته على مدار 40 عاماً متواصلة. من جهة أخرى، فشل بعض نشطاء الأقباط برئاسة عادل دانيال، مؤسس حزب الاستقامة، فى تنظيم مظاهرة داخل كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، للتنديد بحادث نجع حمادى، حيث لم يحضر إلى المقر البابوى غير 6 من الشباب الذين لا يزيد عمرهم على 16 عاماً، وقام الأمن التابع للكاتدرائية بطردهم هم ودانيال.