يبدأ اليوم فى مصر عرض فيلم «بالألوان الطبيعية» إخراج أسامة فوزى، وهو آخر فيلم مصرى يعرض هذه السنة، وقد جاء الفيلم الذى شاهدته فى عرض خاص، مسك ختام سنة سعيدة للسينما حيث شهدت كمية كبيرة نسبياً من الأفلام المهمة التى ستبقى فى تاريخ السينما من بين 37 فيلماً مصرياً جديداً. إنه فيلم يؤكد المكانة الرفيعة لمخرجه المبدع أسامة فوزى، وكاتبه المبدع هانى فوزى، فكلاهما من القلة النادرة من صُناع الأفلام الذين تحركهم دوافع فنية خالصة، وهذا ما يبدو بوضوح من أفلامهما، وقد اجتمع كلاهما مع مصور من الأساتذة (طارق التلمسانى) ومصمم ديكور من الأساتذة (صلاح مرعى) ومؤلف موسيقى نابغ (تامر كروان) ومونتيرة موهوبة (دنيا فاروق)، وقدموا من إنتاج مصر للسينما (كامل أبوعلى) وتوزيع العربية للسينما (إسعاد يونس) وبدعم من وزارة الثقافة- عملاً فنياً كبيراً يساهم بقوة فى التيار الذى يقاوم الشروط الوهابية لإنتاج الأفلام لتعود السينما المصرية سينما ومصرية، وهذا ما يجب أن تدعمه وزارة الثقافة. «بالألوان الطبيعية» فيلم حقيقى عن مشاكل الشباب الحقيقية، ويعبر عن تجديد حقيقى، ويقدم لجمهوره متعة فنية حقيقية. وبإسناد تمثيل الأدوار الرئيسية إلى مجموعة من الممثلين والممثلات الشباب، وهم يسرا اللوزى وكريم قاسم وفرح يوسف ومنى هلا ورمزى لينر وفريال يوسف وإبراهيم صلاح تتفجر الشاشة بحيوية غير مسبوقة منذ سنوات، فهم لا يثبتون مواهبهم فقط، وإنما يثبتون أيضاً المفاهيم الصحيحة لفن التمثيل، وانهم نجوم الغد بحق. ومن الغريب ما يتردد على بعض مواقع الإنترنت عن أن الفيلم ضد كلية الفنون الجميلة!! وهل هناك أصلاً فيلم يصنع ليكون «ضد» كلية، مع ملاحظة أن كاتبه من خريجيها، وبدرجة الامتياز، إن كلية الفنون فى الفيلم وسيلة للتعبير عن موضوعه، وهو الهوس الدينى (الإسلامى والمسيحى)، والذى يعتبر جوهر مشاكل شباب مصر اليوم، ومن المعروف أن تحريم وتكفير الفنون من أهم الظواهر التى ترتبط بالهوس الدينى. أما الصورة الكاريكاتورية التى يظهر عليها أساتذة الكلية فهى تعبير عن العلاقة السائدة بين الطلبة والأساتذة فى كل الكليات، بل عن الأزمة العنيفة والطلاق البائن بين الأجيال فى المجتمع المصرى المعاصر. إننا أمام فيلم تعبيرى، أى ليس واقعياً، ومن الخطأ اعتبار الأفلام إما أن تكون واقعية أو لا تكون أفلاماً! [email protected]