الظهور الأول فى حادث المنصة.. والجميع فى انتظار السيناريو الأخير صلاحياته الواسعة التى حصل عليها كابن رئيس دولة لها ثقلها فى الشرق الأوسط، وفى منصبه كأمين عام مساعد للحزب الحاكم وأمين سياساته، كانت بمثابة تأشيرة دخول جمال الدين محمد حسنى مبارك إلى عالم السياسة فى مصر، ليصبح أحد المرشحين وبقوة لخلافة والده لمنصب الرئاسة. ولكن تلك الصلاحيات لم تؤهله لدخول قلوب المصريين على حد وصف بعض الخبراء السياسيين، فبالرغم من كل ما حققه على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية، إلا أنه عرف بين الناس بأنه يفتقد «الكاريزما». يتذكر البعض أول مشهد سياسى ظهر فيه جمال مبارك عندما جلس فى الصفوف الخلفية لوالده على المنصة، وقت حادث اغتيال الرئيس الراحل، أنور السادات، درس إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، بعد إتمام دراسته الابتدائية والثانوية بين مدرستى «مسز وودلى» و«سان جورج»، حتى تخرج فى الجامعة وحصل بعدها مباشرة على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال أيضا، وبدأ حياته فى مجال دراسته بالعمل فى بنك «أوف أمريكا» فرع القاهرة، وسرعان ما انتقل إلى عاصمة الضباب كمدير فرع لأحد بنوك لندن، ومنها إلى تأسيس شركة «ميد إنفستمنت» الاستثمارية، والتى بدأ من خلالها تكوين ثروته الشخصية. وخطا جمال أولى خطواته السياسية عام 2000 بانضمامه إلى الحزب الوطنى الديمقراطى، تحت رئاسة والده، حيث بدأ باللجنة الاقتصادية، ثم دعا إلى تأسيس لجنة السياسات ليشهد عام 2002 الصعود القوى له بتوليه منصب أمين لجنة السياسات، وسرعان ما شغل منصب الأمين العام المساعد للحزب منذ المؤتمر التاسع له فى نوفمبر 2007. خلال سبع سنوات من عمله السياسى أصبح الرجل الثانى للحزب الحاكم بعد والده، مما جعل اسمه متداولا تحت مسمى «التوريث». انشغل جمال بعمله السياسى والاقتصادى لدرجة جعلته لم يُقبل على الزواج إلا مع بلوغه سن 42، حيث عقد قرانه على خديجة الجمال. ومنذ ذلك اليوم انتقلت «فوبيا» الألقاب إلى خديجة أيضا، حيث أطلقت عليها «صنداى تايمز» الجميلة الغامضة التى تستعد لتكون ملكة النيل، وذلك لما ناله زوجها من تكهنات دائمة وعلنية بوراثَه ملك أبيه، الأمر الذى قال عنه الأستاذ محمد حسنين هيكل «جمال لا يصلح أن يكون خلفا لوالده، .
