شهد ميدان التحرير أمس مظاهرة ضخمة شارك بها نحو 500 ناشط أجنبى من أعضاء مسيرة «الحرية لغزة» وسط حصار أمنى مشدد. وشهدت المظاهرة مناوشات مع قوات الأمن أصيب بسببها ثلاثة من المتظاهرين وذلك فى أول اشتباك بين المتظاهرين وأجهزة الأمن، وتم تكسير كاميرات خاصة بالمتضامنين وسط تضييق على الصحفيين والمصورين، الذين لم يسمح لهم بالتصوير سوى للوكالات الأجنبية فقط دون المصرية. وعبر المتظاهرون عن احتجاجهم على سماح السلطات المصرية ل84 متضامناً فقط من أصل 1400 ناشط لدخول القطاع لإظهار تعاطفهم مع الفلسطينيين، ورفع النشطاء الأجانب لافتات مكتوبة باللغة العربية كتب عليها «الحرية لغزة» و«التاريخ يتذكر فقط من يقف بجانب القضايا العادلة». وأخذ النشطاء يرددون هتافات تحث المارة على التضامن مع القضية الفلسطينية ورددوا هتافات «غزة.. غزة» بعدة لغات. وفرض الأمن كردوناً كبيراً وقام بإبعاد المواطنين الذين تصادف وجودهم فى المنطقة المحيطة. وأكد النشطاء أنهم مستمرون فى احتجاجاتهم لحين السماح لهم بالتوجه إلى القطاع، مشيرين إلى أنهم كثفوا من ضغوطهم على سفارات بلادهم، فى حين استمر أمس اعتصامهم أمام مقر السفارة الفرنسية بالجيزة. فى سياق متصل، تم إدخال 84 من النشطاء الأجانب إلى قطاع غزة عن طريق ميناء رفح البرى.. حيث وافقت السلطات المصرية على دخولهم لإحياء الذكرى الأولى للحرب على غزة وتقديم هدايا رمزية لأهالى القطاع.. وذلك بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى. وقال اللواء إلهامى عارف، السكرتير العام المساعد لمحافظة شمال سيناء ورئيس مجلس إدار جمعية الهلال الأحمر المصرى فرع العريش، إن النشطاء يحملون هدايا رمزية لتقديمها إلى أهالى قطاع غزة. وشارك العشرات من أعضاء حزب التجمع من العريش فى مظاهرة أمام مقر الحزب مع عدد من الناشطين الأوروبيين احتجاجاً على عدم السماح لهم بالذهاب إلى غزة، كما نددوا بما سموه «ممارسات الحكومة المصرية تجاه قوافل الإغاثة شريان الحياة وجميع المتضامنين مع غزة» معتبرين موقف الحكومة المصرية انقلاباً على دورها القومى. من جانبها، قالت منظمة سلام أمريكية مشاركة فى مسيرة «الحرية لغزة» الموجودة حالياً بالقاهرة إن السيدة سوزان مبارك تدخلت للسماح بدخول 100 من الناشطين الدوليين إلى قطاع غزة، وإن هذا الموقف أغضب وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، الذى قالت إنه لم يكن يرغب فى دخول أى من النشطاء إلى غزة. وقالت منظمة نساء من أجل السلام «كود بنك» الأمريكية فى بيان تلقت وكالة أنباء «أمريكا إن أرابيك» نسخة منه: إن ضغوط ناشطى السلام فى مصر وخارجها أثمرت عن الترتيب للقاء مع السيدة سوزان مبارك، التى تعهدت بتأمين دخول 100 من بين 1400 ناشط دولى إلى قطاع غزة لتقديم المساعدات للفلسطينيين المحاصرين. وأكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى أن ما ذكرته المنظمة الأمريكية عن غضب وزير الخارجية من دخول النشطاء إلى غزة عار تماماً من الصحة، واصفاً هذا الأمر بأنه كلام غير مسؤول ومريب. وقال زكى ل«المصرى اليوم»: إن وزير الخارجية كلفنى شخصياً باستقبال عدد من الناشطين المشاركين فى مسيرة «الحرية لغزة» أمس لتهدئتهم وتفسير القرار المصرى بمنع المسيرة. وأضاف زكى: الناشطون أعربوا عن تفهمهم للوضع، وذكرت لهم أن وجود مجموعة مدسوسة بينهم أدى لقرار المنع. وأوضح زكى أنه أكد للناشطين تطلع مصر لاستمرار دعمهم للقضية الفلسطينية. وأشار زكى إلى أن الناشطين الذين اجتمع معهم وجهوا الشكر للسلطات المصرية لتعاونها معهم فى الشهور الماضية وأنهم يتطلعون لاستمرار هذا التعاون فى المستقبل.
