عززت الأجهزة الأمنية المصرية إجراءاتها الأمنية حول المنشآت الحيوية فى العريش، على خلفية صدور حكم بإعدام 14 جهاديًا من جماعة التوحيد والهجرة، فى قضية تفجيرات قسم شرطة العريش وبنك الإسكندرية، الإثنين الماضى، فى وقت أطلق فيه مسلحان الرصاص على متجر يمتلكه مواطن قبطى بمدينة رفح الحدودية، ما أسفر عن أضرار مادية، دون وقوع إصابات، فيما توقع وزارة الأوقاف وأكاديمية الداعية عمرو خالد اليوم، بروتوكول تعاون، لنشر الفكر الأزهرى الوسطى فى شمال سيناء، للقضاء على الفكر المتطرف المنتشر هناك. رفعت قوات الأمن حالة التأهب حول مديرية أمن شمال سيناء وجميع المقار الأمنية التابعة لها وسجن العريش والمحكمة، خشية تعرضها للهجوم من قبل الجماعات الجهادية والتكفيرية بعد صدور الحكم. وقال مصدر أمنى مصرى لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الإجراءات والتعزيزات حول المقار الأمنية بالمصفحات والدبابات والقوات هى احترازية وسيجرى تخفيفها لاحقا. قال الشيخ سالم الجيريمى، من شيوخ قبيلة «الترابين»، إنه «لاحظ زيادة عدد قوات الأمن، منذ يوم الأحد الماضى وقبل إصدار الحكم، وانتشر عدد من المدرعات ودبابات الجيش أمام المديرية، تحسباً لوقوع أى هجوم جديد». من ناحية أخرى، أطلق مسلحان اثنان الرصاص تجاه متجر يمتلكه مواطن قبطى بمدينة رفح الحدودية. وقال شهود عيان إن المسلحين كانا ملثمين ويستقلان دراجة نارية، وأطلقا الرصاص تجاه متجر يمتلكه ممدوح نصيف، قبطى، بمنطقة الجندى المجهول بمدينة رفح، ولاذا بالفرار. وأضاف الشهود أن إطلاق النار تسبب فى أضرار كبيرة للمحل، ولم يسفر الحادث عن خسائر فى الأرواح، وتم إبلاغ أجهزة الأمن بالواقعة. يأتى هذا الحادث بعد أيام من توزيع منشور يطالب الأقباط فى رفح بالرحيل منها. وأبدى أهالى المنطقة استياءهم من الحادث، الذى يعد الأول من نوعه فى المحافظة. وقال مرعى عرار، مدير مركز إعلام سيناء غير الحكومى فى رفح: «نرفض هذا العمل تماما الذى يخدم إسرائيل فقط، ولا يصب فى مصلحة أحد فى مصر أو شمال سيناء»، مشيراً إلى أن العدد الرسمى للأقباط فى مدينة رفح 23 أسرة، يعملون فى التجارة ووظائف حكومية ويعيشون بسلام بين المسلمين. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية مقتل شخص يدعى (ف. أ. ص) برفح، تشك الأجهزة الأمنية أنه أحد مهربى الأفارقة إلى إسرائيل، من قبل مسلحين ملثمين لخلافات مالية بين الطرفين. على صعيد آخر، يعقد، اليوم «الخميس»، بقاعة مؤتمرات جامعة القاهرة مؤتمر حاشد يضم عدداً كبيراً من ناشطى سيناء ورموزها، تحت رعاية مبادرة «سيناء تتكلم»، وبحضور عدد كبير من المسؤولين عن جهاز تنمية سيناء، وأيضاً ممثلين عن مؤسسة الرئاسة. قال إسماعيل الإسكندرانى، المنسق العام للمؤتمر، إن الهدف الرئيسى من المؤتمر هو تمكين أبناء سيناء من الحديث دون وسيط، بعيداً عن الصورة المشوهة التى ينقلها الإعلام «غير المهنى» على حد قوله. يناقش المؤتمر عدة أوراق بحثية حول مشكلات سيناء أهمها «المحرومون من الحلم»، والتى يطرحها الناشط سعيد اعتيق، وعن أهالى الشيخ زويد ورفح، المقتولين بلا ثمن، ويطرحها الشيخ أحمد الهريش عن أبناء قبيلة القرارشة فى جنوبسيناء وكيف يعيشون فى اللاشىء، وعن وسط سيناء وتزوير التاريخ وتخوين الأبطال، ويطرحها الباحث السيناوى محمد عبدالهادى، من بئر العبد، وكذلك انتخاب شيوخ القبائل والديمقراطية التشاركية، ويطرحها الشيخ طه الجبالى، من سانت كاترين، ومستقبل العريش فى عيون أبنائها، ويناقشها الناشط السيناوى أحمد الغول، كما يتطرق المؤتمر لمطالب عدة أهمها إنشاء جامعة الفيروز بسيناء. وأشار «الإسكندرانى» إلى أن المؤتمر سيعرض فيلما وثائقيا، رداً على الفنان أحمد السقا «فى فيلم المصلحة الذى شوه صورة البدو بشكل صارخ» حسب قوله. إلى ذلك توقع اليوم وزارة الأوقاف، ممثلة فى الوزير الدكتور طلعت عفيفى، وأكاديمية الداعية المعاصر الدكتور عمرو خالد بروتوكول تعاون مشترك، لنشر الدعوة فى شمال سيناء، للقضاء على الفكر التطرفى المنتشر فى تلك البقعة، مساهمة من وزارة الأوقاف فى نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، من خلال أئمة أزهريين خريجى جامعة الأزهر معروفين بوسطيتهم.